استشهاد 8 صحفيين و قصف 3 إذاعات وإيقاف 3 فضائيات خلال عام

0 35

استشهد منذ نيسان 2016 وحتى الآن، 8 صحفيين على يد مرتزقة داعش وجيش الاحتلال التركي، كما تعرضت 3 إذاعات لقصف جيش الاحتلال التركي، وتم إيقاف بث 3 فضائيات على قمر يوتلسات، إضافة لإيعاز يوتلسات بحجب 3 فضائيات أخرى بطلب من الدولة التركية.

ويحتفل العالم في الثالث من آيار/مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، حيث يعتبر هذا اليوم مناسبة لتعريف الجماهير بانتهاكات حق حرية التعبير وكذلك لتذكيرهم بالعديد من الصحافيين الذين آثروا الموت أو السجن في سبيل نقل الحقيقة.
واختير الثالث من أيار/ مايو لإحياء ذكرى اعتماد “إعلان ويندهوك التاريخي” خلال اجتماع للصحفيين الأفريقيين نظّمته اليونسكو عُقِد في ناميبيا في 3 أيار/ مايو 1991.

وينص الإعلان على أنّه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية، وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعاً ودقيقاً.
وفي هذا التقرير سنسلط الضوء على واقع الإعلام الكردي عموماً وفي روج آفا وشمال سوريا خصوصاً، حيث تعود بدايات الحركة الإعلامية في روج آفا إلى بدايات ظهور الصحافة الكردية تقريباً إلا أنها لم تشكل حالة إعلامية من حيث تحقيق التواصل مع الشعب لأنها اقتصرت على الإعلام الحزبي الذي تمثل بإصدار جرائد أو نشرات دورية حزبية تفتقر إلى جميع مكونات النشرة الإعلامية من حيث الشكل والمضمون، هذه النشرات الحزبية كانت تصدر من قبل الأحزاب الكردية وتوزع على نطاق ضيق جداً، لذلك لم تساهم في تطوير الحالة الإعلامية ولا حتى في تطوير الكادر الإعلامي الكردي.

التطور الإعلامي الكردي بدأ بافتتاح فضائية MED TV وعلى الرغم من أنها كانت تبث من الخارج إلا إنها منحت حيزاً كبيراً للحراك الكردي في روج آفا ولعبت دوراً كبيراً في توعية المجتمع. لتليها بعد ذلك فضائيات مثل ميديا تي في ورج تي في، ولعبت هذه الأخيرة دوراً كبيراً أثناء انتفاضة 12 آذار 2004 حيث سلطت الضوء على مجازر النظام البعثي بحق أبناء روج آفا.

ومع انطلاق الثورة السورية في 15 آذار عام 2011 وانطلاق ثورة شعب روج لاحقاً برزت الحاجة إلى تطوير الواقع الإعلامي الكردي ليكون قادراً على مواكبة الثورة ويكون لسان حالها خصوصاً أن أطرافاً دولية وإقليمية تدخلت بشكل في الوضع السوري لتنفيذ أجنداتها الخاصة واستنفرت في سبيل ذلك آلة إعلامية ضخمة جداً استطاعت إلى حد كبير التحكم بمسار الثورة، والأهم من ذلك إن غالبية تلك الأطراف كانت تعادي أي تحول ديمقراطي حقيقي في سوريا كما أنها كانت تعادي وبشكل استراتيجي القضية الكردية.
القوى الديمقراطية والثورية في روج آفا وعلى رأسها الشعب الكردي، أدركت هذا الواقع وسعت لبناء إعلام ديمقراطي يمثل إرادة مكونات المنطقة وينقل مطالبها في الحرية والديمقراطية ويكشف المؤامرات التي تستهدفهم.

وبعد مرور 6 سنوات من الثورة، استطاع الإعلام الكردي في روج آفا أن يخطو خطوات كبيرة في مجال تطوير الإعلام من حيث عدد المؤسسات الإعلامية ومن حيث بناء كادر إعلامي متخصص بعد أن كان النظام البعثي قد منع الكرد من ممارسة مهنة الصحافة.
استشهاد 8 إعلاميين على يد جيش الاحتلال التركي ومرتزقة داعش.

وفي سبيل إظهار واقع ثورة روج آفا والمقاومة الكبيرة التي تبدى فيها، استشهد خلال الفترة الممتدة من نيسان 2016 إلى نيسان 2017، 8 إعلاميين، والملفت أن هؤلاء الإعلاميين استشهدوا على يد مرتزقة داعش وجيش الاحتلال التركي.
وهؤلاء الإعلاميين هم كلاً من:
– ارام جان الاسم الحقيقي ارام محمد عبد الله عضو إعلام وحدات حماية الشعب، استشهد في 2 حزيران 2016 في ناحية أبو قلقل أثناء حمة تحرير منبج من مرتزقة داعش.
– مصطفى محمد مراسل فضائية روناهي تفي وعضو مجلس اتحاد إعلام الحر في روج آفا، استشهد أثناء تغطيه حملة تحرير منبج من مرتزقة داعش في 18 تموز 2016.
– رستم جيلو الاسم الحقيقي صلاح سيدو عضو إعلام وحدات حماية الشعب، استشهد في 11 تشرين الثاني 2016، إثر قصف جيش الاحتلال التركي على مناطق الشهباء.
– أيلول نوهلات الاسم الحقيقي روناهي عمر عضوة إعلام وحدات حماية الشعب والمرأة استشهدت في مناطق الشهباء في 20 تشرين الثاني 2016 إثر قصف جيش الاحتلال التركي لمناطق الشهباء.
– غريب ولات الاسم الحقيقي غريب رشو أحد مؤسسي إعلام وحدات حماية الشعب، استشهد خلال حملة غضب الفرات لتحرير الرقة من مرتزقة داعش في 21 نيسان 2017.
– حقي باكوك الاسم الحقيقي حقي جلال حسين، ريوان كينجو الاسم الحقيقي أحمد حسن حمو وشيلان بوتان الاسم الحقيقي ريم خشمان، وهم أعضاء إعلام وحدات حماية الشعب والمرأة، استشهدوا خلال العدوان التركي على جبل قرجوخ في منطقة ديرك في 25 نيسان 2017.
كما أصيب قرابة 10 صحفيين آخرين أثناء تغطيتهم لمجريات ثورة روج آفا خلال عام 2016/2017.
جيش الاحتلال التركي يقصف 3 إذاعات
ونظراً للدور الكبير للإذاعات في نقل حقيقة ومجريات الثورة للشعوب وخصوصاً في ظل الظروف الخاصة التي تمر بها المنطقة وانقطاع الكهرباء، تعرضت هذه الإذاعات لهجمات وقصف من قبل القوى المعادية للشعب الكردي وخصوصاً الحكومة التركية التي تستهدف الإعلام الذي يظهرها على حقيقتها.
وفي هذا السياق قصفت طائرات جيش الاحتلال التركي إذاعتي ROJAVA FM التي تبث من جبل قرجوخ في منطقة ديرك بروج آفا، وÇİRA FM في جبال شنكال، فجر 25 نيسان 2017، وتسبب القصف على إذاعة ROJAVA FM التي استشهد فيها 3 إعلاميين، بتدمير مبنى الإذاعة وكافة معداتها التقنية.
كما اسفر قصف الطائرات التركية على إذاعة ÇİRA FM لتدمير كافة البنى التحتية والمعدات المعدات التكنيكية للإذاعة.
كما استهدفت طائرات الاحتلال التركي مقر إذاعة آفرين FM في 27 نيسان 2017 أيضاً والحقت أضراراً بالمعدات ومبنى الإذاعة.
حجب 3 فضائيات كردية سلطت الضوء على ثورة روج آفا.
ولم تتوقف الانتهاكات بحق الإعلام الكردي باستهداف الإعلاميين والوسائل الإعلامية في روج آفا التي أظهرت مقاومة الشعب وكشفت السياسات المعادية لتطلعات الشعوب في الحرية والديمقراطية، بل تعدتها لتستهدف وسائل إعلامية كردية تسلط الضوء على ثورة روج آفا.
ففي 8 تشرين الأول 2016 قامت شركة يوتيل سات بإيقاف بث قناتي Med Nuçe ، Newroz TV، كما تم إيقاف بث قناة IMC على قمر ترك سات وحجب 12 قناة فضائية أخرى في هذا القمر عن البث، تلبية لرغبات الحكومة التركية.
وفي 30 نيسان 2017 أوعزت شركة يوتيل سات “Eutelsat” الفرنسية بإيقاف ثلاث فضائيات وهي روناهي تي في “”Ronahî Tv وستيرك تي في” Stêrk Tv” ونيوز جانال ” NewsChannel”. بعد رفع روتك “الهيئة العليا للإذاعة والتلفزيون التركية”، كتاباً إلى شركة يوتيل سات يطالب بحجب هذه القنوات دون أية حجة قانونية.

صمت المنظمات التي تدّعي حمايتها للصحفيين وعلى الرغم من القصف المتعمد الذي تتعرض له الوسائل الإعلامية والإعلاميون في روج آفا على يد جيش الاحتلال التركي ومرتزقة داعش، إلا أن المؤسسات الإعلامية العالمية والتي تقول بأنها تنادي بحماية حقوق الصحفيين كمنظمة صحفيين بلا حدود، الاتحاد الدولي للصحفيين، لجنة حماية الصحفيين، المعهد الدولي لسلامة الأخبار، معهد الصحافة الدولي، الرابطة العالمية للصحف، الشبكة الدولية للمبادلات من أجل حرية التعبير، معهد تعزيز الصحافة في ظروف الحرب والسلام، الموقع التذكاري للصحفيين، ظلت جميعها صامتة حيال ما يتعرض له الإعلام الكردي الحر من هجمات وانتهاكات.
اتحاد إعلام الحر

(2017/05/03)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.