بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة

0 940

يحتفل العالم في الثالث من آيار من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو اليوم الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، لتحيي عبره ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي الذي تم في اجتماع للصحافيين الأفارقة في 3 أيار/ مايو 1991.

ويستذكر الصحفيون والمؤسسات المعنية بالحريات الصحفية هذا اليوم من خلال تقيمهم لمستوى الحرية التي يتمتع بها الصحفيون في كل بلدان العالم حسب القوانين الناظمة للعمل ومواثيق الشرف المهني.

مما لا شك فيه أن موضوع حرية الصحافة والتعبير عن الرأي من المواضيع الهامة والحساسة بالنسبة للصحافة والصحفيين على حد سواء، فبقدر ما يمكن توفيره للإعلاميين من أجواء سائدة بالحرية، بقدر ما هي مسؤولية تقع على عاتق الصحفيين، فالحرية مسؤولية تجاه الحدث والمجتمع والمعلومة التي يتم نشرها للرأي العام. كما أن حرية الصحافة في أي بلد تعتبر معياراً أساسياً للشفافية والديمقراطية وتقبل النقد البناء من قبل السلطات الحاكمة.

تسعة أعوام مرت على الأزمة السورية تعرض فيها الصحفيون لشتى أنواع الانتهاكات من قبل مختلف القوى المسيطرة على جغرافيا الأراضي السورية. فما زالت حرية الصحافة في مناطق سيطرة الحكومة السورية تواجه الآلة القمعية الأمنية التي تسيطر على الإعلام ومؤسساته منذ نشأتها، وفي مناطق ما يسمى بالمعارضة والتي ترزح تحت وطأة الجيش التركي فإن الحريات الصحفية في أدنى درجاتها لا بل هي معدومة.

فيما يخص مناطق الإدارة الذاتية التي شهدت حدوث انتهاكات كثيرة بحق الصحفيين في مناطق سيطرتها، وذلك خلال الهجمات التركية وفصائلها المسلحة على المنطقة والذي تسبب بفقدان العديد من الصحفيين لحياتهم وتعرضهم للاختطاف، كما يتعرض الصحفيون أحياناً للمضايقات والانتهاكات من قبل بعض الجهات والمؤسسات العاملة في مناطق الإدارة، على الرغم من أن الإدارة الذاتية تحاول أن تكون أكثر انفتاحاً على الإعلام، وذلك من خلال فتح المجال لعمل العديد من المؤسسات والوسائل الإعلامية المحلية والعربية والعالمية في المنطقة. ورغم وجود هامش لحرية الصحافة وممارسة العمل الصحفي مقارنة بالمناطق الأخرى المذكورة، وسعي المؤسسات المعنية بالصحفيين إلى سن قوانين ناظمة وحافظة لحقوق وحريات الصحافة والصحفيين، إلا أننا نرى بأنه من الضرورة بمكان أن تكون هذه الأطر القانونية كفيلة لسد الثغرات التي تحول دون توفير أجواء مناسبة لحرية الصحافة.

وبهذه المناسبة نجدد مساعينا الهادفة لتوفير أقصى درجات الحرية للصحافة والصحفيين، ونشجع كافة المبادرات والمساعي لصالح حرية الصحافة، ونؤكد على استمرار تواصلنا مع المؤسسات المعنية بالشأن الإعلامي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ونؤكد على ضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وأن عليها بذل جهد أكبر من خلال التطبيق العادل للقوانين المعمول بها في المنطقة. كما أننا نرى في هذا اليوم مناسبة لإحياء ذكرى الصحفيين الذين فقدوا حياتهم أثناء ممارستهم عملهم الإعلامي.

 

اتحاد الإعلام الحر

3/ أيار/ 2020

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.