تستمر موجة النزوح لأهالي القرى في منطقة عفرين إلى مركز المدينة بسبب القصف التركي بالطائرات والمدافع على المناطق الآهلة بالسكان. وسط تصاعد معاناة الأهالي لعدم توفر المأوى أو ما يقيهم من البرد.
وتتجلى هذه المعاناة في نقص الحليب والمستلزمات اليومية للأطفال الرضع وحديثي الولادة كما وتناقص كمية الأدوية الطبية بشكل عام.
وبدأت منطقة عفرين التي كانت تعتبر مأوى آمناً للنازحين من كافة المدن السورية تشهد أزمة نزوح داخلية قد تخلف لاحقاً أزمة نزوح خارجية ومع تصاعد القصف يلجأ أهالي القرى الحدودية إلى النزوح نحو المدينة كآخر خيار أمن بالنسبة لهم ما يشكل عبئاً آخر على المدينة ومؤسساتها الإغاثية.
تزامناً مع هذه الأوضاع وصلت كمية من المساعدات الإنسانية عبر الصليب الأحمر الدولي الأسبوع الماضي، تؤكد مصادر الهلال الأحمر الكردي أنها “لا تغطي 25 بالمائة من احتياجات النازحين”.
وفي المقابل تعاني المؤسسات والمنظمات المحلية للإغاثة من عدم وجود المواد الكافية بالأخص فيما يتعلق بالأغطية والفرش والأغذية ومستلزمات الأطفال من الحليب والأدوية بحسب ما نقل نشطاء ميدانيين لحملة (من أجل عفرين).
وكانت قد وصلت قافلة للمساعدات مؤلفة من 29 شاحنة أرسلها الصليب الأحمر الدولي وصلت 20 شاحنة منها إلى مدينة عفرين، في الخامس والعشرين من شهر شباط/ فبراير الماضي بينما توجهت 9 شاحنات إلى مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي.
لكن مسؤولي المنظمات المحلية يؤكدون بأن هذه الكمية لا تكفى لأيام معدودة. كما أنها لم تغطي كافة النازحين الذين تحدثوا لحملة (من أجل عفرين) أنهم لم يتلقوا حتى الآن مساعدات وبالأخص فيما يتعلق بمستلزمات الأطفال الرضع وحديثي الولادة.
وقال ريبر وحيد ممثل منظمة السلام العالمي لشؤون الاحتياجات الخاصة: “هذه القافلة لا تكفي لـ 3 أيام فعدد النازحين 600 ألف وهناك حصار على عفرين، انتظرنا 40 يوم للحصول على الموافقات، وصلت 29 شاحنة، 9 لتل رفعت، و20 لعفرين وهذا لا يكفي عدد النازحين في المدينة”.
رابط لقاء مع ريبر وحيد (ممثل منظمة السلام العالمي لشؤون الاحتياجات الخاصة)
http://cutt.us/VikKe
وقال حيدر رشيد العضو الإداري في الهلال الأحمر الكردي إنه: “لم تصل مساعدات كافية من حليب أو بطانيات أو عوازل”.
وأوضح رشيد قائلاً: “نحن اشترينا في الحملة الأولى الحليب من التبرعات لكن الحليب لم يغطي 60 % من النازحين، لأن 70 % من أهل النواحي يسكنون في وسط المدينة هرباً من قصف المدافع والطائرات”.
وأضاف: “أوصلنا كمية من المساعدات متضمنة (عوازل- بطانيات- حصر- القليل من السلل الغذائية) المساعدات قليلة جداً لا تكفي 25% من عدد النازحين. نعاني من نقص الأدوية وحليب الأطفال، نحاول قدر الإمكان أن نؤمن حليب الأطفال ونوصلها للذين لم يستفيدوا من الحملة الأولى”.
رابط لقاء مع حيدر رشيد عضو الاداري في الهلال الاحمر الكردي: http://cutt.us/Wy3a2
ويروي شيخموس صالح وهو نازح من ناحية راجو حالة عائلته ويقول: “نزحنا من قريتنا إلى عفرين ونسكن في منزل على العظم (قيد الإنشاء) لا شبابيك له ولا أبواب، وأنا أب لأربعة أطفال، كبيرهم في الحادية عشرة وصغيرهم في الشهر 11 ويلزمنا الكثير من الحاجات اليومية من أدوية وبطانيات وغيرها”.
رابط لقاء مع النازح شيخموس صالح: http://cutt.us/7G3L1
رابط لمشاهد لعائلتين نازحتين يتحدثان عن معاناتهما http://cutt.us/xz3qX
وبحسب إدارة مشفى أفرين فإن “خمسة قتلى مدنيين وصلوا إلى المشفى عقب تعرضهم لقصف الطيران أو المدفعية في 3 حوادث منفصلة؛ إحداها في قرية قرتبه بناحية شرا (شمال شرق عفرين) والأخرى بقصف استهدف سيارة نقل (سرفيس) في قرية بربانه بناحية راجو (شمال غرب عفرين)، والثالثة في قصف طال قرية الفريرية بناحية جنديرس (جنوب غرب عفرين).
وأوضح المشفى أن “من بين 32 جريحاً أُدخِلَ 6 منهم إلى العناية المركزة، بينما حالة كل من الطفل شيار علي عبدالقادر (9 أعوام ) وسلطانة معمو معمو (43 عام) حرجة، كما فقد الطفل جمعة حسين (3 أعوام) بصره”.
وأفاد الدكتور خليل صبري لحملة (من أجل عفرين) وقبل وصول عشرة مدنيين من قرية الفريرية (التابعة لناحية جنديرس جنوب عفرين) كانوا قد تعرضوا لقصف من الطيران الحربي إلى مشفى أفرين قائلا: “الجرحى الذين وصلونا كانت سيارتهم تعرضت للقصف في بعض القرى المحيطة بعفرين وعدد الجرحى خمسة وعشرين وهناك 3 شهداء وبعض الجرحى إصابتهم حرجة، وقد أدخلوا للعناية المشددة، وهناك أطفال مصابين بينهم طفل فقد بصره وهو في حالة مأساوية يطالب أمه بأن تعيد له النظر ( ماما بدي أشوف)”.
وأشار إلى أن: “احصائيات الجرحى والشهداء تتغير بين لحظة وأخرى، الجرحى تجاوزوا الـ700 والشهداء تجاوزوا الـ200 “.
رابط اللقاء مع الدكتور خليل صبري http://cutt.us/ReUM7
رابط لصورة الطفل جمعة حسين 3 سنوات الذي فقد بصره وسيحول لمشافي مدينة حلبhttp://cutt.us/2iw2a
رابط لصور لبعض جرحى قصف السرفيس لدى وصولهم للمشفى http://cutt.us/OBcwc
ووصل مساء اليوم إلى المشفى 10 أشخاص بينهم جثتين إحداها لطفلة (3 أشهر) وشاب في الـ20 من عمره فقد حياته والضحايا هما: الرضيعة ديانا غازي الصالح تبلغ من العمر 3 أشهر، والمواطن محمود محمد نور العلو البالغ 20 عاماً.
أما الجرحى فهم كل من: ” محمد صبحي حسن 15 عاماً، أنور الصالح حسن 15، صباح جمال الصالح 25 عاماً، فؤاد غازي الصالح 25 عاماً، صبحي غازي الصالح 30 عاماً، خديجة مصطفى 30 عاماً، عبدالله تركي داود 18 عاماً، بالإضافة إلى طفلة تبلغ من العمر عاماً واحداً أدخلت العناية المشددة لم يعرف اسمها”.
رابط لصور جرحى استهداف قرية الفريرية التي فقد فيها مدنيين حياتهما: http://cutt.us/Uvvu
فيديو للمدني محمود محمد نور علو (20 سنة) الذي فقد حياته لحظة وصوله مشفى آفرين:http://cutt.us/eWolJ
رابط لقائمة بأسماء الجرحى والضحايا المدنيين في قرية الفريرية: http://cutt.us/o0Fws
رابط لصورة الطفلة ديانا الصالح 3 أشهر والتي فقدت حياتها في القصف http://cutt.us/pIFqz
ونقل نشطاء الحملة عن مصادر طبية في مشفى آفرين أن “شيار حجي عبدو من كوادر مشفى أفرين فقد حياته في جنديرس نتيجة استهدافه من الطيران التركي بعد محاولته انتشال جثث ضحايا كانوا قد قضوا في استهداف الطيران الحربي التركي للأقبية التي كانوا لجأوا إليها”.
وارتكب الطيران التركي اليوم الثلاثاء مجزرة في منطقة جنديرس راح ضحيتها 13 مدنياً لا تزال جثامينهم في مركز المنطقة لعدم قدرة فرق الإنقاذ الوصول إليها بسبب كثافة قصف الطيران على منطقة جنديرس وقراها، وكان قد فقد 3 مدنيين أمس في قرية بربانه التابعة لمنطقة راجو حياتهم بعد أن استهدف الطيران التركي سيارة نقل (سرفيس) ما خلف 18 جريحا أيضاً.
التقرير اليومي الصادر عن حملة (من أجل عفرين) 6/3/2018
