في عام 1993، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثالث من أيار/ مايو يوماً عالمياً لحرية الصحافة بموجب قرار صادر عن المؤتمر العام لليونسكو، ومنذ ذلك الحين، يتم الاحتفال بهذا اليوم في معظم بلدان العالم.
وعلى الرغم من أن هذا اليوم يُعرف بيوم حرية الصحافة منذ 32 عاماً، إلا أن الصحفيين لا يزالون يُقتلون ويُعتقلون ويُهددون ويُعذبون أمام أعين الجميع في العديد من بلدان العالم، وتعتبر دول الشرق الأوسط من بين الأماكن الأكثر تكريراً وانتهاكاً لحرية الصحافة، وهذا ما رأيناه من قتل أعداد كبيرة من الصحفيين في الحروب بلبنان وفلسطين. والوضع في بلادنا سوريا لا يختلف كثيراً أيضاً.
وهذا ما كان عليه الوضع قبل سقوط النظام السوري البائد في نهاية عام 2024، فقد كان الصحفيون في عهده يتعرضون للقتل والاعتقال والتعذيب في أغلب الأحيان، ففي عام 2024 وحده، فقد 8 صحفيين حياتهم على أيدي جهات الصراع الموجودة والمنتشرة على الأراضي في سوريا.
ونذكر بأنه في نهاية العام الفائت، استشهد الصحفي ناظم داشتان ومراسل وكالة أنباء هاوار جيهان بيلكين بقصف طائرات مسيرة تابعة للدولة التركية في سد تشرين. وفي بداية عام 2025، تم استهداف الصحفي عكيد روج من قبل طائرات بدون طيار تابعة للدولة التركية في نفس المنطقة وبنفس الطريقة فقد حياته.
وعلى الرغم من تغير الوضع السياسي في سوريا وانهيار النظام البائد، لا يزال الصحفيون تحت التهديد والخطر، ولا يُسمح للصحفيين بمتابعة وتوثيق الجرائم والانتهاكات التي ترتكب على الأراضي السورية. ولا يزال العديد من الصحفيين يتعرضون للتهديد والترهيب تحت مسميات مختلفة، ولا تزال المؤسسات الإعلامية الحرة التي تعمل في شمال شرقي سوريا منذ بداية الثورة غير مسموح لها بالعمل في العاصمة دمشق، ولذلك يجب على الحكومة السورية الانتقالية أن تتوقف عن سياساتها في عرقلة العمل الإعلامي.
وبصفتنا الاعتبارية في اتحاد الإعلام الحر (YRA)، فإننا اليوم نحتفل بكل احترام وإجلال بجميع زملائنا الشهداء أولاً ونحتفل بهذا اليوم مع جميع الصحفيين والعاملين في الصحافة، ونعلن دعمنا لهم في نقل رسالة الإعلام السامية بكشف الحقائق ونقل صوت المظلومين.
وفي الوقت نفسه، نطالب المؤسسات والمنظمات الدولية العاملة في مجال حرية الصحافة أن تفي بواجباتها في ضمان عدم إبادة الصحفيين مرة أخرى.
كما نشدد على أنه يجب أن يكون هذا اليوم مناسبة لمحاسبة جميع الأطراف المسؤولة عن الاعتداءات على الصحفيين، وخاصة الدولة التركية التي تسببت باستشهاد 17 إعلامياً يعملون في شمال وشرق سوريا حتى اللحظة، من بينهم ناظم وجيهان وإيجيد.
ونقول في نهاية البيان، إن الإدلاء بالبيانات والإدانات وحدها لن يمنع الجناة من تنفيذ هجماتهم وانتهاكاتهم ضد الصحفيين، لذلك يجب محاسبة جميع قتلة العاملين في مجال الإعلام وتقديمهم إلى العدالة في أقرب وقت ممكن وبالشكل القانوني لينالوا جزاءهم العادل سواء في سوريا أو في جميع دول العالم.
اتحاد الإعلام الحر 3 – 5- 2025