تقرير خاص عن التضليل وانعكاس الخطاب الديني السلفي للسياسيين الأتراك على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التركية والموالية لها من المعارضة السورية.

0 203

تشن الحكومة التركية حربها على مدينة عفرين(شمال غرب سوريا) على أكثر من جبهة في وقت متزامن، فعدا عمليتها العسكرية تكشف تصريحات القادة الأتراك وتحركاتهم الدبلوماسية عن وجود جبهة سياسية ترافقها جبهة إعلامية، أطلقتها الحكومة التركية معتمدة على جميع أذرعها الإعلامية في وسائل الإعلام التركية أو الموالية لها من المعارضة السورية، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف تحقيق عدة غايات منها كسب أكبر قدر من الـتأييد في الشارع و الرأي العام التركي، ولتزوير حقيقة ما يجري على الأرض من خسائر تلحق بقواتها، والتغطية على الانتهاكات التي يقوم بها جيشها في عفرين.
والحملة الإعلامية تهدف في جانب كبير منها إلى شيطنة الكرد و الترويج لصورة نمطية ضدهم وضد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية على أنهم “ملاحدة وخنازير” وذلك من أجل كسب تأييد من جانب المزاج الإسلامي من الشارع التركي وكذلك من قبل حاضنة الفصائل السورية المشاركة في العملية المسماة بـ “عملية غصن الزيتون”
وقد ثبت بعد مرور 27 يوما من هذه العملية، اعتماد هذه الحملة على مختلف أساليب التضليل والتزوير والفبركة وكذلك الحذف أحيانا لبعض الأخبار التي نشرتها وسائلها، وكل ذلك من أجل شرعنة روايتها في الحرب، ونفي الصور والفيديوهات التي تثبت ارتكاب جيشها والفصائل الموالية لها جرائم حرب في عفرين.
في هذا التقرير سنحاول إيراد بعض النماذج عن التضليل الممنهج التي تمارسه مختلف وسائل الإعلام التركية، وحتى الصفحات الموالية لها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية.
ففي تاريخ 28 كانون الثاني/ يناير 2018 وبعد ثمانية أيام من الهجوم التركي، اعترفت القناة الرسمية التركية عبر أحد نشراتها المباشرة وعلى لسان مذيعتها توغبا دال كليج حرفياً:
” مشاهدينا الأعزاء ، لدينا معلومات هامة أريد مشاركتها معكم، نحن ننقل الأخبار الهامة مباشرة ، جميع أخبارنا ننقلها لكم على الهواء مباشرة من أرض الحدث عبر مراسلينا المتواجدين هناك.
مراسلنا بولنت جوجو أوغلو، المتواجد هناك في المنطقة التي تجري فيها الاشتباكات، نقل لنا أهم الأخبار، هو يقول أن هذا الجبل له موقع استراتيجي، و لذلك فإن قواتنا المسلحة هاجمت المدنيين و استهدفت كل شيء يقف في وجهها.
قواتنا المسلحة و كما أكدت منذ البداية ، ترى هذه النقاط في قمة جبل برصايا استراتيجية و لذلك فقد قامت قواتنا الجوية بقصف المدنيين، كي تفتح الطريق أمام القوات البرية و لإبعاد المدنيين من الطريق ”
هذا الاعتراف أدى إلى تحويل المذيعة إلى التحقيق وفصلها عن العمل
وهذا رابط لأحد الحسابات التركية على موقع تويتر نشر مقطع من النشرة المباشرة التي اعترفت فيها المذيعة بقصف الجيش التركي للمدنيين ( http://cutt.us/NJMP )
ورابط أخر قمنا بواسطته بالاحتفاظ بالمقطع تحاشيا لحذفه (http://cutt.us/DlmCP )
وهذا الاعتراف يتناقض مع تصريحات القادة الأتراك التي تدعي عدم وقوع قتلى بين صفوف المدنيين، حيث أكد وزير الدفاع التركي نورالدين جانكلي في وقت سابق أمام البرلمان التركي، أن “الجيش التركي والجيش السوري الحر لم يتسببا بمقتل مدنيين في عملية غصن الزيتون”
رابط عن تصريح الوزير نورالدين جانكلي (https://www.yenisafak.com/ar/news/3061138 )
رابط أخر لصورة نشرتها المواقع التركية عن نفس التصريح
(http://cutt.us/iH4iG )
من جانب أخر نشرت الصفحة الرسمية للقناة التركية على موقع الفيس بوك TRT HABER بتاريخ 30 كانون الثاني / يناير الماضي هذا المنشور “اليوم في مركز قرية حمام الحدودية ارتفع عدد شهدائنا إلى ٩ جنود” ومن ثم عادت الصفحة إلى حذف الخبر بعد نصف ساعة من نشره، وذلك تحاشيا لإضعاف معنوياتهم والتغطية على الخسائر الكبيرة التي تلحق بالجيش التركي. هذا رابط لصورة المنشور الذي تم حذفه على صفحة القناة الرسمية التركية .
( http://cutt.us/SWFal )
كذلك على وسائل التواصل الاجتماعي هناك العديد من الصفحات الموالية للجيش التركي، تنشر مقاطع مفبركة عن العملية، منها القناة التي تحمل اسم معركة غصن الزيتون على موقع اليوتيوب، والتي كانت قد نشرت مقطعاً مفبركاً في 2 شباط الحالي على أنه “قنص ليلي لعناصر من قوات سوريا الديمقراطية في عفرين.”
وهذا رابط للمقطع المنشور في تلك القناة ( http://cutt.us/YKvhQ )
وقد قمنا بتوثيق المقطع المنشور في أكثر من رابط تحاشيا لاحتمالية حذفه .
وهنا رابط يصور المقطع المفبرك وايضا مواقع اخرى وقنوات يوتيوب كانت قد نشرته بتاريخ 30 /11/2015 ( http://cutt.us/nfLUi ) ما يظهر أن المقطع مفبرك وليس في عفرين
وهنا رابط أخر يظهر نفس المقطع وقد نشره أكثر من 10 قنوات يوتويب (http://cutt.us/lHOdK )
لكنها المقطع تم حذفه بعد عدة أيام كما يبين رابطه التالي ؛ ( https://www.youtube.com/watch?v=gCKBAZ1pj5M )
ولا نعلم ما إذا كان الحذف قد تم من قبلهم، أو أنه تم بحكم أن المقطع عنيف وينتهك معاير النشر في موقع اليوتيوب.
وهنا رابطين لموقعين أخرين كانا قد نشرا المقطع بتواريخ سبقت 2 شباط 2018
رابط لصورة لموقع أخر (http://cutt.us/gGJYu )
وهذا رابط الموقع الأساسي ( http://cutt.us/eaynD )
وهذا رابط صورة لموقع أخر بنفس التاريخ (http://cutt.us/zL5lL )
وهذا رابط الموقع نفسه ( http://cutt.us/DhZGh )
من ناحية أخرى نشرت غالبية الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي التركية في تاريخ 10 شباط / فبراير الحالي، من بينها وكالات تقريرا مصورا يتحدث عن القبض على ما يصفونه “بـ(إرهابي كردي ) يحمل 250 ألف حبة مخدرة متجهة إلى عفرين”
والسؤال في ظل هذا التشديد الأمني وحالة الحرب التي تعيشها عفرين، والحصار من قبل فصائل المعارضة والجيش التركي، ترى كيف يمكن إيصال هذه الحبوب إلى عفرين، إذا ما افترضنا جدلا أنها حبوب مرسلة إلى عفرين ؟!
وفيما يلي روابط للقنوات التي نشرت التقرير المصور :
قناة معركه غصن الزيتون Zeytindalı Harekatı
نشرت في 11‏/02‏/2018 هذا الرابط الذي يحمل عنوان
( القبض على#إرهابية_كورد على طريق أضنة كليس وبحوزته250.000 الف حبة كبتاغون متجهين بها إلى منطقة#عفرين )
( https://www.youtube.com/watch?v=xcubrqKfpYc )
وهذا رابط نشرته وكالة إخلاص للأخبار الموالية للحكومة التركية İhlas Haber Ajansı تم نشره في 10‏/02‏/2018
( https://www.youtube.com/watch?v=CrB8QYXZsPs )
رابط موقع أخر نشرت ذات التقرير ( https://www.youtube.com/watch?v=sgP8OzLEYHk )
رابط أخر موقع أخر نشرت ذات التقرير نشر بتاريخ 10‏/02‏/2018 ( Afrin’deki teröristlere gönderilen 250 bin cesaret hapı ele geçirildi ) ( https://www.youtube.com/watch?v=2gEZeJspldc )
عدا ذلك فإننا نجد أن ما يتم نشره عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، يتوافق مع الخطاب السلفي الجهادي الذي يستغله القادة الأتراك في حربهم على عفرين، حيث لم يكن مصادفة أن يصرح رئيس البرلمان التركي في بداية العملية أن “تركيا دولة كبيرة، لكن إن لم يكن هناك جهاد، فلن نتقدم خطوة في عفرين) التصريح ذاته اعقبه الرئيس التركي أردوغان بتصريح مشابه حيث قال فيه “أن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، وحزب العمال الكردستاني هم كداعش، ليس لديهم دين أو إيمان أو إله ”
رابط لرئيس البرلمان التركي اسماعيل كهرمان يؤكد فيه على ضرورة الجهاد في الدقيقة 1:53
( http://cutt.us/8gP4a )
رابط للرئيس التركي يستخدم في ذات الخطاب السلفي والجهادي ( http://cutt.us/mOIwG )
طبعا سبق ذلك أن قامت رئاسة الشؤون الدينية التركية بإصدار قرار تم بموجبه قراءة سورة الفتح في بداية العملية في 90 ألف جامع بتركيا، الأمر الذي وجدته عموم الأطراف الكردية ممارسة مشابهة لما قام به صدام حسين الرئيس العراقي الأسبق، الذي شن حملة إبادة ضد الكرد تحت اسم الأنفال، فقد كان يتم فيها قراءة سورة الأنفال من القرآن الكريم، وذلك قبل بدء العمليات العسكرية ضدهم في كردستان العراق في العام 1988
رابط لرئاسة الشؤون الدينية (https://www.facebook.com/AJA.Turkey/videos/1519201718127022/ )
بالطبع كان لافتا أن القيادات التركية تتهم قوات سوريا الديمقراطية بإطلاق سراح مقاتلين من داعش لمساعدتها في مواجهة الجيش التركي، وهو ما لم يثبت حتى الآن، بينما نجد الخطاب الذي يتبناه مقاتلو المعارضة والفيديوهات التي نشرتها حساباتهم، أن لديهم الممارسات ذاتها التي كانت تقوم بها داعش في معاركها في سوريا والعراق.
وهذه مجموعة روابط لجرائم الجيش التركي من نهب وسرقة وتمثيل بجثث المقاتلين خلال الفترة الماضية.
رابط لنهب الجنود الأتراك لمحل في ناحية بلبل (شمال عفرين) لدى دخولها، حيث يتحدث الضابط مع عناصره ويمازحهم” هل عثرتم على مال” ومن ثم يعود ويؤكد هو في الثواني 40 وحتى 55 ثانية من المقطع على أن صور مقطعه في عفرين وأن هناك “صور لشهداء وصور لأوجلان تم قصفها في بداية العملية ” بحسب قوله
( http://cutt.us/GtQPS )
و رابط تشويه فصائل المعارضة لجثة المقاتلة الكردية بارين كوباني ( http://cutt.us/8iVCC )
وايضا رابط للتمثيل بمقاتلة أخرى ( http://cutt.us/DvMH )
ورابط أخر للتمثيل بجثة أحد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في اعزاز(محمد أحمد حنان)( http://cutt.us/XAv0I )
رابط لفصائل المعارضة تقول فيها عناصر” غنائم الأكراد” ويقوم بنهب لدجاجات المدنيين (http://cutt.us/DhDaH )
ورابط أخر يثبت نهب فصائل المعارضة الموالية لتركيا يقوم عناصرها بنهب جرار (http://cutt.us/a4su )
هذا الجرائم كانت تحدث في ظل تصريحات مسؤولين في الحكومة التركية تقول أن “الجيش التركي يراعي أخلاقيات الحرب في الإسلام” وهذا رابط لتصريح رابط مسؤول الشؤون الدينية في تركيا يقول :
“جيشنا يتقدم نحو عفرين ببطئ، لالتزامه بأخلاقيات الحرب في الاسلام!” ( http://cutt.us/AukQp )
لكن بالتوازي مع هذه الحرب الإعلامية والتضليل الممنهج، الذي تمارسه وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، نجد أن العديد من وسائل الإعلام للمعارضة السورية ايضا، تنشر تقارير تبث الكراهية ضد الكرد، كان أخرها استطلاع رأي في مخيم أطمة نشره موقع بلدي المعارض، يقوم فيه بنشر أراء تثير الكراهية بين الكرد والعرب.
وهذا رابط للتقرير الذي يُتَهم الكرد “بالإلحاد والكفر”، علما أن من ابسط المعايير المهنية والأخلاقية في الإعلام هو عدم نشر هكذا اراء تدعو إلى الكراهية وتعمم الأحكام بحق مكون بعينه.
هذا رابط استطلاع الرأي الذي نشرته موقع بلدي ( http://cutt.us/ekTPu )
في المقابل نشر موقع أخر رأي لشخص يتمنى أن يتم” سحق الأكراد لأنهم لم يقفوا مع المسلمين”
هذا رابط المقطع الذي تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي ( http://cutt.us/pgTtA )
وكان لافتا أيضا قيام صحفي معارض يعمل مراسل لراديو روزنة ،بالترويج للنهب والسرقة عبر صفحته على الفيس بوك ومن ثم قام بحذف المنشور، والرابط التالي للمنشور الذي يشرعن فيه ممارسات السرقة والنهب التي قامت بها فصائل المعارضة ( الرابط لصورة مأخوذة عن منشور الصحفي رامي منصور يقول في ”
“بمناسبة تحري برصايا وقسطل جندو، الزيت والزيتون ببلاش” ( http://cutt.us/3CRjS )
في جانب آخر فإن السلطات التركية لم تتوانى في الضغط على المعارضين الأتراك لعمليتها العسكرية على عفرين، حيث اعتقلت المئات من بينهم حقوقيين وشخصيات عامة، اعتقلوا على خلفية نشرهم لآرائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن بينهم الحقوقية نورجان بايسال، التي كانت قد أبدت موقفها المعارض ضد الحرب في عفرين في خمسة تغرايدات على حاسبها في موقع تويتر .
وكانت قد قالت في إحدى تغريداتها ” أن تُطلق اسم غصن الزيتون على عملية حربية.. تسفر عن سقوط قتلى.. فأنت حقا في تركيا.”
كما اكدت بايسال في تغريدة أخرى على الكراهية التي تتم ممارستها من قبل حكومة أردوغان بحق الكرد بالقول : “اليساريون واليمينيون والقوميون والإسلاميون، جميعا متحدون في كراهية الشعب الكردي. ”
رابط للمقالة التي تتحدث فيها بايسال عن اعتقالها في موقع أحوال التركي (http://cutt.us/bNnll )
وكانت تركيا قد اعتقلت على خلفية معارضتهم للحرب التركية على عفرين، أكثر من 600 شخص معارض حتى الـ5 من شباط / فبراير الجاري، وفق معظم وسائل الإعلام العالمية.

 

التقرير اليومي الصادر عن حملة من “أجل عفرين” تاريخ 16 / 2/ 2018

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.