ما ألحقته تركيا بمعبد عين دارة الأثري في عفرين يعادل ما ألحقه داعش بتدمر

0 29

رغم إعلان الجيش التركي أن المعالم التاريخية في عفرين لا تشكل هدفاً لقواته، إلا أن ثلاثة من أهم المواقع الأثرية في المنطقة تعرضت للقصف، كان أحدها معبد عين دارة الأثري الذي يعود إلى الفترة الحديدية، حيث شبهت مصادر خبيرة بالآثار بأن القصف التركي الذي تسبب بتدمير هذا الموقع الهام، يعادل ذات الخسارة التي ألحقها داعش بآثار تدمر خلال الأزمة السورية.

في تقريرنا هنا نتناول عبر مقاطع حصرية (نقدمها لمختلف وسائل الإعلام بشكلها الخام)، حالة التدمير التي تعرضت لها ثلاثة مواقع في عفرين للتدمير الجزئي نتيجة القصف التركي، حيث تؤكد مصادر حملة “من أجل عفرين”، وجود شواهد أثرية أخرى تقع في مناطق المواجهات، ولا يزال من غير الواضح حجم الضرر اللاحق بهذه الأمكنة.
“النبي هوري” هو من بين المواقع (الذي يتبع ناحية شرا شمال شرق عفرين) إضافة لموقع البيسكي في ناحية راجو (شمال غرب عفرين).
في المقطع الأول يتحدث أحد سكان المنطقة لـ “حملة من أجل عفرين” عن التدمير الجزئي الذي لحق بموقع كالوتا الأثرية الذي يضم أجزاء من كنيسة وأبواب أثرية: “منذ اثنين وعشرين يوماً تتعرض مدينة عفرين لقصف متواصل ومكثف من قبل المدفعية والطيران التركي، ومن بين المواقع التي طالها القصف هي الأماكن الأثرية، إلا أننا لا نستطيع الوصول إلى هذه المواقع بسبب الاشتباكات الدائرة هناك، إضافة الى شدة القصف المتواصل ومن بينها موقع سيرس النبي هوري(بناحية شرا شمال شرقي عفرين) وموقع البيسكي(بناحية راجو شمال غرب عفرين)، أما البناء الظاهر خلفي هو قلعة كالوتا، و هو الآخر تضرر نتيجة القصف وتهدمت عدة عواميد من الزاوية الجنوبية الغربية من البناء”.
بدوره يتحدث جميل كورزيلي من قرية كورزيلي( حوالي 4 كيلومترات جنوب عفرين) لحملتنا: “أراضينا بجانب هذا التل الأثري، وفي اليوم الذي تم فيه قصف التلة من قبل الطيران كنا في أرضنا, بعد ضربتين للمنطقة الأثرية السياحية تدمر المدرج بشكل كامل، رغم عدم وجود أية نقطة عسكرية هنا، لكن الجيش التركي يرغب بتدمير الآثار “.
وقال محمد ناصر من كورزيلي لحملة “من أجل عفرين”: “يومياً أعمل في أرضي بجانب التلة هنا, بعد أن قصفت الطائرة هذا المكان الأثري أتينا لنرى ما الذي حصل، رأينا أن التلة والمنطقة الأثرية تدمرت بشكل كامل, هذه الآثار التي بنيت قبل سنوات طويلة كما كان آباؤنا و أجدادنا يحدثوننا عنها, ومنذ ذاك اليوم نخاف أن نخرج من بيوتنا والعمل في أراضينا”.
وكان الجيش التركي قد صرح بعد تعرض موقع عين دارة الأثري أن “الأبنية الدينية والثقافية، والمعالم التاريخية والبقايا الأثرية، لا تشكل بالتأكيد جزءاً من الأهداف التي تستهدفها القوات التركية المسلحة”
وفي تصريح لوكالة فرانس برس كان (المدير السابق للمديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا) الدكتور مأمون عبدالكريم قد قال إن “تدمير معبد عين دارة يشبه هول وفداحة (تدمير) معبد “بل” في مدينة تدمر الاثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي الانساني.”
واعتبر عبدالكريم ” أن “ثلاثة آلاف سنة من الحضارة تدمرت بضربة” في عين دارة.
وكانت منظمة اليونيسكو قد صرحت في ذات التقرير لفرانس برس “تتميز هذه القرى التي بُنيت بين القرنين الأول والسابع، بمناظر حافظت على الكثير من خصائصها على مدى السنين، وتشمل معالم أثرية لعدد من المساكن والمعابد الوثنية والكنائس والأحواض والحمامات العمومية، وما إلى ذلك”.
يذكر أن موقعي قلعة كالوتا و كورزيلي الأثريين كانا قد تعرضا للقصف بعد التصريح التركي بأيام. رغم قربهما من مدينة عفرين وبعدهما الكبير نسبياً عن جبهات القتال.
وفي الربط التالي لقطات حصرية لموقعين أثريين هما؛ قلعة كالوتا وموقع كوزيلي، يمكن لوسائل الإعلام الاستفادة منها في إعداد تقارير :
http://cutt.us/jAUEY
من جهة أخرى لم تتوقف قوات الجيش التركي ومواليه عن استهداف القطاع الصحي في عفرين، فبعد مركز الهلال الأحمر في جندريس وفي راجو استهدفت الكثير من العربات الصحية بحسب الدكتور نوري قنبر الذي زود حملة “من أجل عفرين” بالصور الموجودة بالرابط التالي
http://cutt.us/WgAjc
وأضاف قنبر أن “عدد الجرحى اليوم وصل إلى 8 جرحى؛ احدى الإصابات خطيرة وأيضاً فقد حيدر سيدو اليوم حياته بعد أن أصيب البارحة.”
رابط صورة لجريح وتقرير الهلال الأحمر الكردي : http://cutt.us/vnFPQ
ميدانياً و في اليوم الثالث والعشرون من التدخل التركي والفصائل الموالية له في عفرين.
فقد قصف الطيران الحربي بالتزامن مع القصف المدفعي مدينة جنديرس(جنوب غرب عفرين) والقرى التابعة لها ( دير بلوط – كفرصفرة – وكفر دلي- آغجلي وبافلور – حمام ) و في شران (جنوب عفرين)سجل ناشطون سقوط صاروخ أرض – أرض على قرية” زيتوناكي” وآخر على قرية “باليسانك”.
كما قصفت طائرات تركية قرى “بافلون” و”عرب ويران” و”دير صوان” و سقطت قذائف على قرى “بعرافا” و”درويش” (بناحية شرا شمال شرق عفرين) و أسفرت عن إصابة المواطنين (أحمد داود- حيدر سيدو) في قرية درويش. كما قصفت المدفعية التركية قرية “أومر سمو”.
وشهدت منطقة بلبل اشتباكات في قرية “قرني” و سقوط قذائف على قرية “كوتانا”
أما في منطقة شيه “شيخ الحديد غرب عفرين” فقد شهدت قصفاً جوياً ومدفعياً تزامناً مع قصف طال قرى” سناري” و”مارونية”و”أونقلي”.
في وقت سقطت 8 قذائف على قرية “قرميتلق” وتضرر 8 منازل للمدنيين.
وقصفت طائرات الجيش التركي وراجمات الصواريخ، مركز مدينة راجو خلفت تدميراً كبيراً للمنازل في المدينة.
كما استمر القصف الجوي والمدفعي على محور قرى “علبيسكي” و”بليلكو” و”حجمالا” و “موساكا” و”كوري” و”شاديا” و”خليل” و”قدا”. (بناحية راجو شمال غرب عفرين)
من جهته قال الصحفي سيبان جان عضو حملة من أجل عفرين إنه: ” في ناحية راجو تعرض أكثر من مئة محل في السوق للقصف وتم تدميرهم، إضافة إلى تعرض محطة ضخ المياه في كفر صفرة في جندريس للقصف، وبالتالي ستحرم أكثر من 5000 عائلة من المياه بسبب قصف هذه المحطة, كما تم قصف دوار في ناحية راجو، ولا معلومات حول نتائج قصف هذه النقطة, أيضاً تعرض دير بلوط إلى القصف كما تضررت قرية جلمة بشكل كبير جداً (التابعة لجنديرس جنوب غرب عفرين)”.
وأفادت مصادر ميدانية لحملة “من أجل عفرين” أن قصف طيران الجيش التركي طال ظهر اليوم قرية بركاشه التابعة لناحية بلبل(شمال عفرين)، مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية بممتلكات المدنيين وتدمير في منازلهم.
يذكر أن مدفعية الجيش التركي وطيرانه يقصفون منذ ليلة أمس قرى “شيخورزه، بركاشه، بيباكه” التابعة لناحية بلبل بشكل عشوائي.
كما قصف الجيش التركي معملاً لصناعة الزيتون في موباتا ” معبطلي ” ما أدى إلى إصابة 5 عاملين في المصنع معظمهم من النازحين إلي عفرين.

رابط لكل ما يحويه التقرير من عناصر ميديا http://cutt.us/ZoMv :
وهنا رابط لموقع عفرين نيوز؛ يوجد فيه صور حصرية محملة بدون إضافات وفيه أرشيف من الفيديوهات والصور عن الآثار التي خلفها القصف التركي:
http://efrinnews.com

التقرير اليومي الصادر عن حملة (من أجل عفرين) بتاريخ: 12/02/2018

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.