اتحاد الإعلام الحر يمنح جائزة “الكدح” الرمزية هذا العام لمدير المرصد السوري لحقوق الإنسان
منح اتحاد الإعلام الحر في سوريا، الثلاثاء، جائزة الكدح الرمزية لمدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن نتيجةً لعمله الدؤوب وتعرضه لحملة تشويه ممنهجة أثناء عمله الإعلامي، بالإضافة إلى عدد من الوسائل الإعلامية الأخرى.
وجاءت هذه الجائزة خلال يوم الصحافة الكردية والذي يقام بنفس اليوم من كل عام حيث يتم من خلاله تكريم صحفيين/ ات وإعلاميين/ ات على عملهم الموضوعي والشفاف بكل عزيمة.
وقامت أسرة الشهيد الصحفي عصام عبد الله، وأسرة الشهيد مظلوم باكوك بتقديم جوائز الشهيد مظلوم باكوك للكدح إلى وكالة أنباء هاوار ANHA، ولمدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، وللمركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، ولوكالة فرات للأنباء، وقناة المرأة.
وتسلم الجائزة بالنيابة عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن مراسل “إندبندنت عربية” عبد الحليم سليمان، كما وقام بإلقاء الكلمة المرسلة إليه من مدير المرصد خلال الحفل والتي جاء فيها:
“في هذا اليوم، يوم الصحافة الكردية، أوجّه تحية من القلب إلى كل من يرفع صوته من أجل الحقيقة، إلى كل من لا يزال يؤمن أن الكلمة قادرة أن تضيء عتمة القمع، وتكسر جدران الخوف.
22 نيسان ليس فقط تاريخاً لصدور أول صحيفة كردية من القاهرة عام 1898، بل هو مناسبة لنقول إن الصحافة الكردية، رغم كل التحديات، ما زالت حيّة، تنبض، وتقاوم. وهي جزء لا يتجزأ من مسيرة كل السوريين الباحثين عن صوت… عن وطن يتسع للجميع.
هذه الكلمة اليوم ليست فقط احتفالاً بتاريخ، بل وقفة احترام لنضال شعب، للشعب الكردي الذي لم يتوقف يوماً عن المطالبة بحقوقه، عن الدفاع عن هويته، عن التمسك بلغته، وثقافته، وكرامته. نضال سلمي، طويل، لا يمكن تجاهله، ولا يجب أن يُختزل أو يُختطف.
أتحدث إليكم اليوم باسم “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، صوت الضحايا، وصوت الحقيقة في بلد أنهكته الحرب، وتصارعت فيه المصالح، وغاب فيه الإنصاف. حصول المرصد على جائزة في هذه المناسبة هو تقدير لجهود سنوات من التوثيق، من المتابعة، من المقاومة عبر الكلمة. لكن هذه الجائزة، في الحقيقة، هي لكل من ضحّى… لكل صحفي، وموثق، وناشط، وأم، وأب، فقدوا أبناءهم لأنهم قالوا “لا”.
بدأ المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ تأسيسه عام 2006 بفكرة مختلفة عن بقية المنظمات الحقوقية، من خلال الاعتماد على الرصد والتوثيق والنشر الإعلامي لأحداث عدة وساهم بذلك في الافراج عن العديد من المعتقلين السوريين من سجون النظام قبل بدء الثورة السورية، كما تحول المرصد في سنوات الثورة السورية الطويلة مصدراً رئيساً ومعتمداً ومعتبراً لدى وسائل الإعلام العربية والكردية والعالمية دون الانحياز لأي طرف من الأطراف
ما زال في سوريا من يُعتقل لأنه عبّر، من يُعذّب لأنه كتب، من يُغتال لأنه رفض أن يصمت. وما زال هناك من يُلاحق لأنه كردي، لأنه طالب بحقوقه، لأنه أراد أن يكون شريكاً في وطنٍ لم يُنجز بعد.
لكل مكونات الشعب السوري، أقول: الحقيقة ليست ملك أحد، والحرية لا تكتمل إلا حين تشمل الجميع، دون تمييز، دون إقصاء.
ولكل من يعمل في ميدان الصحافة، خاصة في ظل هذا الواقع المرير: أنتم الأمل، أنتم من يُبقي الصورة واضحة، وأنتم من يجعل صوت السوريين لا يُنسى في زحام المصالح.
في هذا اليوم، نعد بأن نبقى أوفياء للحقيقة، أوفياء للضحايا، أوفياء لسوريا التي نحلم بها: سوريا الحرية، والكرامة، والعدالة.
كل عام وكل صحفي وصحفية بألف خير، والشكر لكم على هذا التكريم الذي أعتز به، والذي أعتبره مسؤولية إضافية للاستمرار… مهما كان الثمن”.
اتحاد الإعلام الحر