تقرير الانتهاكات بحق الصحفيين في شمال وشرق سوريا لعامي 2018/ 2019

0 85

تستمر الأزمة السورية منذ عام 2011 وتتصاعد حدة وتيرتها بين القوى المحلية والإقليمية والدولية المتصارعة فيما بينها على الأرض السورية من أجل اكتساب أكبر قدر من النفوذ الجغرافي، وتجلّت أطماع تلك القوى غالباً في مناطق شمال وشرق سوريا التي تعرضت لهجمات من قبل الجيش التركي والفصائل المسلحة الموالية لها والتنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة وداعش.

كان من مفرزات الصراع في سوريا مقتل آلاف المدنيين ونزوح وهجرة الملايين منهم، إضافة إلى المختطفين والمفقودين والمشردين.

وكان من ضمن ضحايا هذه الحرب الصحفيين العاملين في مناطق الصراع، إذ فقد عدد منهم حياتهم وأصيب آخرون أثناء تغطيتهم للأحداث وقيامهم بمهامهم الصحفية في مناطق الشمال السوري وايصال المعلومات وواقع الصراع والهجمات الشرسة على تلك المناطق للرأي العام.

في الشمال السوري وبالتحديد في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية لم يسلم الصحفيون من الانتهاكات وتعرض العديد منهم إلى الاستهداف المباشر والغير مباشر من قبل الجيش التركي أو الفصائل الموالية له فحصدت هجماتهم على هذه المناطق أرواح العديد من الصحفيين وخلفت أعداداً كبيرة من الصحفيين الجرحى وقد قام اتحاد الإعلام الحر بتوثيق تلك الانتهاكات وإرسال نسخ منها للمنظمات الحقوقية والمؤسسات المعنية بحماية الصحفيين.

أما عن الانتهاكات الداخلية قام الاتحاد بتوثيق عدد منها تضمنت حالات اعتقال الصحفيين وشكاوي حول عدم تجاوب المؤسسات المعنية في الإدارة الذاتية مع الصحفيين أو إعاقة عملهم، بالإضافة إلى إغلاق مكاتب مؤسسات إعلامية وحالات تهديد بالقتل من قبل عناصر من الجيش التركي.

يمكن ترتيب الانتهاكات التي مورست بحق الصحفيين على الشكل التالي:

 

  • انتهاكات حصلت نتيجة هجوم الجيش التركي والفصائل الموالية له على مدن رأس العين/ سري كانيه، تل أبيض/ كري سبي.

الضحايا الذين فقدوا حياتهم أثناء العمل هم كالتالي:

 

  • سعد محمد سعيد شيخموس الأحمد من مواليد 20 كانون الثاني لعام 2000 مدينة تل تمر/ وكان مراسل وكالة هاوار للأنباء ANHA. فقد حياته أثناء ممارسته عمله نتيجة استهداف الطائرات التركية للقافلة المدنية في سري كانيه/ رأس العين يوم الأحد 13\10\2019.
  • محمد حسين رشو من مواليد 1996عفرين/ قرية تلفة التابعة لناحية جندريسه / وكان مراسل فضائية جرا الإيزيدية الكردية ÇIRA TV. فقد حياته أثناء عمله عند استهداف الطائرات التركية للقافلة المدنية في سري كانيه/ رأس العين يوم الأحد 13\10\2019.
  • وداد أردمجي من مواليد 1999 مدينة رها شمال كردستان/ تركيا، صحفي ومخرج أفلام وثائقية تعرض منزله لقصف الطيران التركي في مدينة سري كانيه/ رأس العين، فقد حياته بتاريخ 10\10\2019 أثناء توثيقه الهجوم.
  • ديلان عبد الله أولمز من مواليد مدينة كفر شمال كردستان/ تركيا، إعلامية في مكتب الإعلام لوحدات حماية المرأة. تم استهدافها من قبل القصف التركي أثناء تغطيتها للهجمات التركية في مدينة كري سبي/تل أبيض بتاريخ 13\10\2019.

 

أما بخصوص الصحفيين الجرحى الذين أصيبوا أثناء استهداف الطائرات التركية للقافلة المدنية المتوجهة إلى مدينة سريه كانيه/ رأس العين في تاريخ 13/10/2019 وكانت جراحهم متفاوتة وهم كالتالي:

  • دلسوز دلدار يوسف مواليد عام 1997/مدينة تل تمر عمل لمدة 6 سنوات كمحرر ومراسل في وكالة أنباء هاوار، والآن يعمل مراسل لوكالة نورث برس NORTH PRESS AGENCY NPA.
  • شيار فياض ابراهيم مواليد عام 1994/ مدينة كوباني يعمل مراسل فضائية آريان/ ARYEN TV.
  • أمل حمزة يونس مواليد 22/1/1999/ دمشق تعمل مراسلة لدى فضائية ستيرك الكردية منذ أكثر من عام STÊRK TV.
  • روجبين آكين من مواليد 1980 مدينة باتمان (شمال كردستان/ تركيا) عملت في وكالة روج نيوز في إقليم كردستان العراق وتعمل حالياً مراسلة لصحيفة يني أوزكور بوليتيكا. ‘Yeni Özgür Politika’.
  • بيريجان دلال من مواليد 1979 مدينة ديرسم (شمال كردستان/تركيا) وهي أيضاً تعمل مراسلة لصحيفة يني أوزكور بوليتيكا. ‘Yeni Özgür Politika’.
  • عبد الرشيد محمد محمد من مواليد 1996 مدينة عفرين يعمل مراسل لراديو أوركيش في عامودا ORKÊŞ.
  • آرسين جاكسو من مواليد مدينة وان (شمال كردستان/ تركيا) مراسل وكالة فرات للأنباء ANF.

كما تعرض الصحفيان كلستان محمد وابراهيم أحمد مراسلا وكالة أنباء هاوار في وقت سابق للقصف المتعمد من قبل الجيش التركي أثناء قيامهما بتصوير تقرير مجتمعي وإجراء مقابلات مع الأهالي في حي المنبطح شرق مدينة كري سبي (تل أبيض) بتاريخ  2/11/2018.

من جهةٍ أخرى تم تهديد الصحفية نوروز رشو بالقتل وهي مراسلة صوت أمريكا، ففي الثاني من شهر كانون الأول عام 2019 تعمد عناصر من الجيش التركي الذين كانوا يتجولون برفقة الدوريات الروسية في قرى كوباني بإشهار السلاح بوجه الصحفية وتهديدها بالقتل. في حين أصيب صحفيان بنفس اليوم وهما:  مراسل فضائية روناهي ولات فوزي شيخو وهو عضو في اتحاد الإعلام الحر برضوض نتيجة اصطدام متعمد من مدرعة تركية بسيارتهم. كما أصيبت مراسلة قناة المرأة JIN TV    برصاصة في يدها اليسرى أثناء تغطيتها للحدث.

كما أصيب في اليوم نفسه2-12-2019 إدريس عبد الله مراسل فضائية روناهي المعروف باسم (دليار جزيري) في قرية أم الكيف بمدينة تل تمر بشظية في صدره عند سقوط قذيفة بالقرب منه ومن فريق عمله أطلقها الجيش التركي والفصائل الموالية له.

وتعرض مراسل نورث برس موسى موسى  المعروف باسم (روج موسى) لاصابات بتاريخ 13/11/2019 لدى استهدافهم من قبل الطائرات التركية على الطريق الواصل بين قرية أم الكيف والرشيدية القريبتان من تل تمر، وكان  المراسل قد توجه لتلك المنطقة برفقة أعضاء منظمة بورما  الأحرار فري بورما رينجر.

 

الانتهاكات الداخلية:

اعتقل مراسل فضائية روداو عمر كالو من قبل سلطات النظام السوري أثناء توجهه إلى مدينة حلب بتاريخ 25-8-2018 على الطريق الواصل بين مدينتي منبج وحلب. وتم الإفراج عنه بعد مدة.

قامت سلطات الأمن السوري في مدينة قامشلو بمضايقة وتهديد أحد الصحفيين في نهاية عام 2019، حيث تم استدعاؤه عدة مرات لمراكز الأمن لكنه لم يخضع لهم، ما دعاهم للذهاب إلى مكان عمله وتهديده بشكل مباشر والتحقيق معه ومضايقته مع استخدامهم أسلوب الترهيب أثناء التحقيق.

وفي ظهيرة الثاني والعشرين من شهر تشرين الأول المصادف عام 2018، تعرّض مراسل برنامج “آرك” في فضائية “زاغروس” أحمد صوفي وهو عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا للاعتقال من قبل قوات الأسايش للاشتباه به بالعمل مع جهات معادية، على طريق ديرك/ كركي لكي ليتم الإفراج عنه لاحقاً بعد الانتهاء من التحقيق.

اعتقلت قوى الأمن الداخلي مساء يوم الأربعاء المصادف 20/11/ 2019م كل من مراسل وكالة سمارت علاء سعدون والصحفي هيثم مسلم في مدينة كوباني دون توضيح أسباب الاعتقال. وكان اتحاد الإعلام الحر قد صرح بأن على الجهات المعنية تبيان أسباب الاعتقال خصوصاً أنه في العام 2016 تم توقيع بروتوكول مع الإدارة الذاتية يوجب ضرورة عدم اعتقال الصحفيين إلا بموجب جرم جنائي وإخطار اتحاد الإعلام الحر قبل القيام بذلك. وبعد التصريح بساعات تم إخلاء سبيل الصحفيين.

 

 

الخطف والاعتقالات:

أثناء توجه مجموعة من الصحفيين إلى قرية “الهيشرية” التابعة لمدينة منبج للقيام بعملهم الإعلامي بتاريخ 22 من حزيران عام 2018 . حيث ضلوا الطريق بالقرب من خط “الساجور “ واعترضهم مجموعة مسلحين يرتدون ملابس مدنية تبين لاحقاً أنهم عناصر تابعين لإحدى فصائل درع الفرات.

إذ اختطفت المجموعة المسلحة أربعة منهم فيما تمكن مراسل فضائية الحرة الصحفي هيبار عثمان من الهرب، والصحفيين الأربعة الآخرين الذين تم اختطافهم هم من طاقم عمل المؤسسة الإعلامية عرب 24 وهم (كانيوار خلف، حسن خلف، رضوان خليل، عصام عباس( وبعد عدة محاولات ومفاوضات بين الجهات المعنية والجهة الخاطفة تم الإفراج عنهم تباعاً.

وكان قد قامت السلطات الماليزيّة باحتجاز الصحفي همبرفان كوسا يوم السبت ٧ / ١٢/ ٢٠١٩ في مطار كوالالمبور بماليزيا .والذي كان من المقرر أن يتوجه إلى ألمانيا عبر مطار كوالالمبور. وكانت هناك مخاوف بترحيله لسوريا وتسليمه للحكومة السورية، لكن بعد الضغوطات والتواصل مع المنظمات المعنية بحماية الصحفيين أخلي سبيله وتم ترحيله إلى باشور كردستان مكان اقامته السابقة.

ومن جهةٍ أخرى مازال مصير الصحفي فرهاد حمو مراسل فضائية روداو مجهولاً حتى لحظة كتابة هذا التقرير، والجدير بالذكر أن الزميل فرهاد حمو اختطف بتاريخ 15/ 12/ 2014 من قبل مسلحي تنظيم داعش على الطريق الدولي بين مدينة قامشلو وبلدة تل كوجر في إقليم الجزيرة شمال شرق سوريا.

الشكاوى:

ورد إلى مكتب الشكاوى في اتحاد الإعلام الحر عدد من الشكاوى تقدم بها صحفيون وأعضاء من الاتحاد منها خطية وأخرى شفهية، حيث قام الاتحاد بالتدخل حسب صلاحياته وحل بعضها، وبقي قسم من تلك الشكاوي معلقاً حيث تواصل الاتحاد مع الجهات المعنية التي قُدمت الشكوى ضدهم بموجب كتاب رسمي لكن لم يتلقى الاتحاد استجابة من تلك المؤسسات أو الجهات المعنية ولم يتم الرد على فحوى الشكاوي.

وبلغ مجموع الشكاوى التي وردت إلى الاتحاد 14 شكوى. ويمكن ترتيب فحواها على الشكل التالي:

  • شكاوى تتعلق بعدم دفع مستحقات المراسلين لدى المؤسسات الإعلامية، بالنسبة للمؤسسات المحلية تواصل اتحاد الإعلام الحر مع المؤسسات وتم حل المشكلة بالتراضي وتحصيل مستحقات الصحفيين العاملين فيها. أما بالنسبة للعاملين مع الإعلام الخارجي فلم يستطع الاتحاد التدخل وتحصيل مستحقاتهم لعدم وجود صلاحيات للاتحاد في المناطق أو البلدان التي تتواجد فيها مراكز هذه المؤسسات وبالتالي يتوجب تقديم الشكوى للنقابات العاملة في تلك البلدان.
  • شكاوى تتعلق بعدم استجابة المؤسسات المعنية مع الصحفيين أو إعاقة عملهم وخاصة المؤسسات الأمنية، فقد وردت شكاوى عدة لمضايقة عناصر الأسايش والترافيك للصحفيين، وعليه فقد أرسل الاتحاد بلاغات رسمية للاستفسار عن الموضوع لكن دون استجابة، كما اجتمعت الرئاسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر عدة مرات مع قيادة الأسايش للوصول إلى حل لتلك المشاكل لكن رغم الوعود ما تزال هناك بعض الانتهاكات.

من جهةٍ أخرى وردت شكاوى من عامة الشعب حول نشر مواقع إلكترونية تبين أنها غير مرخصة مواد وتقاير تثير الشبهة وتنشر الفتنة بين الشعوب في المنطقة وهي غير مستندة لوثائق رسمية، ويعتبر هذا الأمر مساساً بالحياة الشخصية للمواطنين في ظل عدم تأكيد المعلومات الواردة في هذه التقارير، وتضمنت بعض التقارير التشهير بمراسلين صحفيين وتشويه سمعتهم، ولم يتمكن الاتحاد من معرفة الجهات الداعمة لتلك الصفحات والمواقع الالكترونية كونها غير مرخصة وغير معروفة المنشأ.

كما وردت للاتحاد شكاوى تضمنت عدم استجابة إدارة المخيمات وعدم التعاون مع الصحفيين رغم حصولهم على تراخيص ومهمات واكمال الإجراءات اللازمة، وكان من أسباب عرقلة العمل الإعلامي هو عدم وضوح الجهات المعنية المخولة بإعطاء الرخص والمهمات الصحفية لتغطية وإعداد التقارير في المخيمات.

إغلاق مكاتب الوسائل الإعلامية:

تم تعليق عمل فضائية كردستان 24 لمدة تزيد عن الشهر، حيث علقت الإدارة الذاتية الديمقراطية عمل مكتب الفضائية على خلفية تهجم ضيف القناة على قيادية كردستانية. من جانبه عمل اتحاد الإعلام الحر على احتواء المشكلة من خلال التواصل مع الجهات المعنية ليتم استئناف القناة عملها وإيجاد سبل التفاهم، وقد عادت القناة لعملها بعد حل المشكلة.

 

 

الرئاسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر

Hevserokên Yekîtîya Ragihandina Azad

بانكين سيدوBangîn sîdo    أفين يوسف Evîn yûsiv

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.