بيان بخصوص الهجمات الإعلامية على الصحفيين

0 71

منذ بداية الصراع في سوريا في العام 2011 وحتى يومنا الراهن، لم تقتصر الهجمات على مناطق الشمال السوري على الهجمات العسكرية فحسب، فقد شنت آلة الإعلام المغرض والمحرض حرباً ضروساً ضد مكونات الشعب المتعايشة بسلام وأمان قل نظيره مقارنة بباقي المناطق السورية وبث الفتن وخطاب الكراهية بين الناس.
اليوم وبعد أن حاربت مكونات هذه المناطق أعتى أنواع الإرهاب، تتعرض المنطقة إلى هجومٍ تركي يشارك فيه فصائل مسلحة معظمهم سوريون، يخلف هذا الهجوم الغير متكافئ ورائه القتل والدمار والتشرد والنزوح والسبي وكل صنوف جرائم الحرب من استخدام للأسلحة المحظورة دولياً إلى الإعدامات الميدانية وقطع الأعناق والتمثيل بالجثث.
خلال السنوات الماضية استطاعت الشرائح المجتمعية في هذه المناطق بناء أسس الحياة الكريمة من مؤسسات المجتمع المدني والاتحادات والهيئات، وكذلك استحداث وسائل الإعلام وافتتاح دورات صحفية تخرج منها صحفيون وزملاء استطاعوا خلال فترة وجيزة تطوير أنفسهم من الناحية المهنية والاحترافية. وخلال كافة المراحل التي مرت بها المنطقة كانوا دائماً الصوت والصورة ووجدان أهالي هذه المناطق ومرآتهم العاكسة للعالم ولم يتوانوا يوماً عن البحث عن الحقيقة وإعلاء كلمة شعبهم، وكانوا السباقين في نقل المعلومات من جبهات القتال.
في التاسع من الشهر الحالي بدأ الجيش التركي و الفصائل الموالية له هجوماً على مناطق شمال وشرق سوريا، هذه الهجمات حصدت أرواح المئات من المدنيين ومنهم زملائنا الصحفيين. وكعادتها لم تكتف الدولة التركية بهذا الهجوم فقامت من خلال آلتها الإعلامية بالإضافة للإعلام التابع لهذه الفصائل بشنّ هجومٍ إعلاميٍ واسعٍ يبث من خلاله المزيد من الحقد وخطاب الكراهية بين أبناء الشعب السوري، وتعدت وسائله ذلك إلى تهديد زملاءنا الصحفيين واتهامهم على مواقع التواصل الاجتماعي وشتمهم والتشهير بهم. هذا الإعلام الذي يتبجل أمام الكاميرات بقتلهم السياسيين والمدنيين وتصفها بالانتصار دون أي رادع أخلاقي.
نحن في اتحاد الإعلام الحر نعتبر هذه الاتهامات تهديدات مباشراً لزملائنا الصحفيين خصوصاً بعد أن فقد أربعة من العاملين في السلك الإعلامي لحياتهم نتيجة القصف التركي.
ومن جهته يقوم الإعلام الحكومي السوري باستخدام مفردات الحقد والكراهية والتحريض ضد شعوب المنطقة ضارباً عرض الحائط كافة مواثيق الشرف الصحفية، هادفاً بذلك إلى بث الفتنة والكراهية بين أبناء الشعب السوري.
نحن في اتحاد الإعلام الحر نعتبر كل هذه الهجمات الإعلامية والتحشيد والتحريض الإعلامي أموراً منافية للمعايير الحقوقية ومعارضةً لمعايير مواثيق الشرف الصحفي، كذلك ندين ونستنكر كافة الهجمات التي يتعرض لها زملاؤنا الذين كانوا وما زالو نموذجاً للصحفيين المهنيين بالرغم من كافة المتاعب التي تعرضوا لها خلال تغطايتهم الإعلامية لأشد المعارك ضد داعش، كما نجدد نحن كاتحاد للإعلام الحر بأن نساند زملائنا بكافة إمكانيتنا المتوفرة ونهيب بكافة المؤسسات الموجودة في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية وعلى رأسها المؤسسات المتعلقة بالأمن الداخلي تقديم كافة التسهيلات للزملاء الصحفيين الذين يخوضون جبهة حرب دفاعية ضد كافة أشكال التحوير والتحريف الإعلامي من أجل أبناء المنطقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.