رحيل الزعيم الكردي مام جلال طلباني

0 178

أعلن “الاتحاد الوطني الكوردستاني”، أمس، وفاة أمينه العام الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، في أحد مستشفيات برلين الذي كان يخضع للعلاج فيه بعد تدهور حالته الصحية.

يعتبر جلال طالباني الذي يطلق عليه الأكراد والعراقيون عموماً اسم “مام جلال” (العم جلال)، واحدا من السياسيين المخضرمين ذوي الباع الطويل في المجال السياسي في تاريخ العراق المعاصر.

ولد جلال حسام الدين نوري غفور في 1933 في قرية كلكان الواقعة على سفح جبل كوسرت في قضاء كويسنجق في باشور كردستان.

وكان والده شيخ “الطريقة القادرية” وزعيم “التكية الطالبانية” في كويسنجق التي أنهى فيها الطالباني تعليمه الابتدائي.

تخرج  من كلية الحقوق في بغداد عام 1959، والتحق بالجيش العراقي ضابطاً، وأصبح مسؤولاً عن كتيبة عسكرية مدرعة. وفي 1961، أصبح رئيساً لتحرير جريدة “كوردستان” بعد إغلاق جريدة “خبات” التي كان يشارك في إصدارها، من قبل حكومة عبد الكريم قاسم في بغداد، وتعرض للملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية العراقية آنذاك.

وبدأ العمل السياسي في بداية الخمسينيات كمشارك في تأسيس وقيادة الاتحاد الوطني لطلبة كردستان التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني. وقد صعد نجمه سريعا في صفوف الحزب وتسلم مناصب قيادية فيه.

لعب طالباني دوراً رئيسياً في “ثورة أيلول” 1961، وشارك كقائد عسكري في معارك طرد القوات العراقية من المناطق والمدن الكوردية، وبعد سقوط حكومة قاسم، قاد الوفد الكوردي للمحادثات مع رئيس الحكومة الجديد عبد السلام عارف في 1963. ولتعريف العالم بالقضية الكوردية، توجه الطالباني في العام ذاته إلى مصر، حيث التقى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وزار الجزائر، والتقى الرئيس الراحل أحمد بن بلا، وزار أوروبا أيضا لحشد الدعم للكرد.

تزوج الطالباني في 1970 من هيرو، ابنة الشاعر الكوردي إبراهيم أحمد، وأنجب منها ولدين هما بافيل وقباد. وبعد توقيع الكرد والحكومة العراقية اتفاقية 11 مارس (آذار) 1970، أصبح الطالباني ممثلاً للكرد، وعاش خلال تلك الفترة متنقلاً بين بيروت والقاهرة ودمشق حتى 1975، حين وقعت اتفاقية الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين.

وأسس الطالباني مع مجموعة من زملائه في يونيو (حزيران) 1975 حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني”، ووضع خريطة لاندلاع “الثورة الكردية الجديدة” التي أعلنها في 1976، وأصبح أميناً عاماً للحزب.

كان لطالباني دور بارز في قيادة المعارضة العراقية إلى حين إسقاط نظام صدام حسين في أبريل (نيسان) 2003، وشارك في تأسيس العراق الجديد، وانتخب في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته عضواً في مجلس الحكم الذي قاد البلاد خلال الفترة الانتقالية. وكان له دور بارز في توحيد الأطراف المتنازعة، والتقريب بينها لإنجاح العملية السياسية.

ففي عام 2005 أصبح أول رئيس منتخب في العراق منذ أكثر من 50 عاما. وظل رئيسا حتى 2014، ثم خلفه في الرئاسة سياسي كردي آخر هو الدكتور فؤاد معصوم.

عانى طالباني متاعب صحية في السنوات الأخيرة، وتلقى علاجا خارج العراق وأمضى آخر فترات علاجه في ألمانيا. ففي عام 2007، تلقى علاجا من الجفاف والإرهاق في الأردن. وفي عام 2008، خضع لعملية جراحية في القلب بالولايات المتحدة.

– وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.