اتحاد إعلام المرأة يحيي الذكرى الخامسة لتأسيسه
أحيا اتحاد إعلام المرأة في شمال شرق سوريا، اليوم السبت، الذكرى السنوية الخامسة لتأسيسه في مدينة القامشلي/ قامشلو شمال وشرق سوريا.
شهدت الفعالية حضور عدد كبير من الإعلاميات والصحفيات من مختلف مكونات شمال وشرق سوريا، بأزيائهن التقليدية الخاصة بكل مكون، كما حملت كل إعلامية معداتها الخاصة التي ترمز لعملها في إيصال صوت الحقيقة إلى العالم.
قُرئ البيان باللغة الكردية من قبل عضوة الهيئة الإدارية للاتحاد، نوروز دمهات، وبالعربية من قبل الناطقة باسم الاتحاد، آرين سويد.
وجاء في نص البيان:
يصادف اليوم الذكرى الخامسة لتأسيس اتحاد إعلام المرأة (YRJ)، الذي انطلق كضرورة تاريخية وتنظيمية لخلق إعلام حرّ وديمقراطي، يعبّر عن قضايا المرأة والمجتمع، ويناضل ضد الذهنية الذكورية ال
تي همّشت وجود المرأة على مدار قرون.
تأسيس الاتحاد لم يكن خطوة تنظيمية فحسب، بل كان نتيجة لتراكم نضال طويل للمرأة في ساحة الإعلام، ولتضحيات كبيرة قدّمتها الصحفيات في سبيل إيصال الحقيقة. نستذكر في هذه المناسبة رفيقاتنا الشهيدات: جيهان بلكين، دليشان إيبيش، أيلول نوهلات، روهندا عفرين، دلوفان كفر، آرين جودي، وكل من ضحّين بحياتهن من أجل بناء إعلام نسوي مقاوم. لقد تحوّلت أصواتهن إلى منارات تُضيء لنا درب الكفاح المستمر.
ننظر إلى الصحافة بوصفها أداة للمقاومة الفكرية والتنظيمية لتحقيق الوعي. فعلى مر العصور، كانت المؤسسات الصحفية التي نشأت في ظل عقلية ذكورية تُكرّس هذه العقلية في المجتمع، وتعالج مختلف القضايا، لا سيما قضايا المرأة، من منظور منغلق فكرياً.
ومن منطلق كسر الصور النمطية الاستبدادية والذكورية المفروضة على النساء، نرى في تأسيس مساحة صحفية حرّة ضرورة أساسية. وانطلاقاً من فلسفة القائد عبد الله أوجلان التي تقول: حرية المرأة هي أساس حرية المجتمع، نؤمن بأن تمكين صوت المرأة في الصحافة خطوة جوهرية نحو بناء مجتمع عادل وحر.
ورغم أن تجربة YRJ تمتد إلى خمسة أعوام فقط، الا انها تستند إلى إرث متين وشامل، لطالما تساءل عن مفاهيم المأسسة التي فرضتها الذهنية الذكورية، وسعى إلى خلق بدائل لها. وقد تقدمت YRJ كأحد أشكال هذه المأسسة البديلة.
انطلق عملنا من مجموعة من النساء، ونجح في تشكيل نموذج يُحتذى به في الصحافة والعمل الإعلامي، بالتعاون مع منظمات نسائية داخل مؤسسات إعلامية عامة، إلى جانب العشرات من مؤسسات الصحافة والنشر النسائية. واليوم، ومع أكثر من 500 صحفية وإعلامية، تواصل YRJ نشاطها في مختلف مجالات الإعلام، معزّزةً موقعها كمنبر بديل يعالج القضايا الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والسياسية، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز مكانة المرأة.
في شمال وشرق سوريا، أدّت الصحفيات دوراً ريادياً في نقل واقع الحرب والمقاومة إلى العالم. فقد نجحن في إيصال صوت الشعب من خلال توثيق كل لحظة من لحظات النضال ضد الاحتلال، والنهب، والدمار الذي طال البنية الاجتماعية.
تقدّمت الصحفيات الصفوف الأمامية، وواجهن بعزم محاولات الاحتلال لإسكات الأصوات وقمع الحقيقة، مستندات إلى التوثيق بكاميراتهن، وأصواتهن، وأقلامهن كأدوات للمقاومة وكشف الواقع.
ورغم تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية في الشرق الأوسط والعالم، نؤكد أن مشروعنا في بناء إعلام ديمقراطي حرّ لن يتوقف. نواصل نضالنا من أجل إعلام يعكس واقع المرأة ونضال الشعوب، ويرتقي بالوعي المجتمعي نحو قيم الحرية والمساواة والحياة المشتركة.
بهذه المناسبة، نوجّه تحية فخر واعتزاز لكل امرأة تعمل في الحقل الإعلامي، ولكل من تسهم في بناء صوت حرّ ومستقل. كما نؤكد التزامنا بمواصلة الطريق الذي بدأناه، وتحقيق الأهداف التي من أجلها تأسس اتحادنا.