الصحف والمجلات الكردية في سوريا مسيرة شاقة وصعوبات جمة

0 279

(( نار كاوا حداد أول وسيلة إعلامية كردية

 وصحيفة كردستان أول جريدة كردية))

فارس عثمان

في 22 نيسان 1898م صدرت أول صحيفة كردية باسم كردستان، وبذلك انطلقت مسيرة الصحافة الكردية، ودخل الكرد سراي صاحبة الجلالة، وأخذت الصحف والمجلات الكردية التي اتكأت على إرث صحيفة كردستان خلال قرن ونيف رغم الصعاب والوقوف والتلكؤ تشق طريقها رويدا رويدا، وتمكنت بجهود فردية محدودة أحيانا وبدعم حزبي أحيانا أخرى، من تجاوز وتخطي العراقيل الذاتية والموضوعية، لتجد مكانا لها بعد جهد جهيد في ميديا الإعلام العالمي. بالوصول إلى أوسع شريحة من الأفراد في المجتمع.

كما للكرد سبق الأولوية في الكثير من المجالات في سوريا، كان لهم ذلك في الصحافة أيضا فقد أصدر أحمد عزت باشا العابد أول صحيفة غير رسمية في سورية في 9 آب 1878م بعنوان «دمشق»، وهي جريدة أسبوعية سياسية واجتماعية، صدرت باللغتين العربية والتركية حوالي عشر سنوات، ومن الصحف التي أصدرها الكرد في سوريا:

1-صحيفة «المقتبس» التي أصدرها محمد كرد علي في 17 كانون الأول 1908م. وهي  أول جريدة يومية صدرت في دمشق.

2- الأمة أصدرها محمد كرد علي مع أخيه أحمد كرد علي، في 4 ك1 1909.

3- مجلة «نور الفيحاء» التي أصدرتها نازك مصطفى العابد في بداية عام 1920م.

4- جريدة “جحا” الأسبوعية، التي كانت تصدر كل يوم أحد لصاحبها ومدير تحريرها “محيي الدين شمدين”، وقد صدر العدد الأول منها في 11 شباط 1911م في دمشق.

5- جريدة الأصمعي أصدرها خير الدين الزركلي في دمشق 1912.

6- جريدة المفيد أصدرها خير الدين الزركلي في دمشق 1919 ونشر فيها مقالا طويلا عن استقلال كردستان. في 19 آذار عام 1919،بعنوان: (رسالة مفتوحة إلى الكرد في شمال وجنوب كردستان ).

7- جريدة الشرق، أصدرها خليل الأيوبي في دمشق.

8-  صحيفة “وادي بردى”. اصدرها إسماعيل حقي خربوطلي” في دمشق في 29 أيار 1924.

9- جريدة حط بالخرج” لصاحبها هاشم خانكان، الذي أصدر في 11 تموز 1927

10- صحيفة “القبس” أصدرها عادل كرد علي، الأخ الأصغر لمحمد كرد علي، في 1 من أيلول عام 1928.

المجلات الكردية التي صدرت في سوريا باللغة العربية:

1- المثقف التقدمي، أصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا 1976.

2- أدب القضية: مجلة فصلية صدر العدد الاول منها في 1981.

3- الفكر الجديد: مجلة فصلية صدر العدد الاول منها في 1989.

4- مواسم: مجلة فصلية صدر العدد الاول منها في 1993.كانت تصدر عن الحزب الشيوعي السوري.

5 – الحوار مجلة فصلية صدر العدد الاول منها في 1994.

6- الفكر التقدمي مجلة فصلية صدر العدد الاول منها في 1994.

7- مجلة سوركول: كانت تصدر في بيروت عام 1996بترخيص من وزرة الإعلام اللبنانية، وتوزع في سوريا كتب فيها العديد من الأقلام العربية .

8- صوت الحياة: أول مجلة نسوية كردية صدرت عام 1998.

9- المنبر: مجلة فصلية صدر العدد الاول منها في 1999.

10- المنتدى: مجلة فصلية صدر العدد الاول منها في 2001. الحزب اليساري.

11- الرأي الحر: مجلة فصلية صدر العدد الاول منها في 2002.

12- الشرق الأوسط الديمقراطي : تشرين الأول 2005. كانت تصدر في بغداد وتطبع في بيروت واوروبا، كانت تصدر عن مؤسسة أوجلان للثقافة والبحث العلمي.

13- دراسات كردية : مجلة فصلية تصدر من روج آفا للدراسات الاستراتيجية 2012

14- مجلة شار (بلد): صدرت في نيسان عام 2014، يرأس تحريرها الصحفي بيروز بريك، وهي مجلة شهريّة ثقافيّة تصدر عن منظّمة شار للتّنمية بالّلغتين الكرديّة والعربيّة.

15- مجلة نفيسكار (الكاتب): مجلة فصلية ثقافية تصدر باللغتين العربية والكردية عن اتحاد الكتاب الكرد في سوريا، صدر العدد الأول منها ربيع 2016.

16- طريق اليسار: مجلة فصلية صدر العدد الاول منها في ؟.

17- قضايا وحوارات: مجلة فصلية صدر العدد الاول منها في ؟.

أما الجرائد فكانت جرائد ( نشرات ) حزبية لم تكن تمتلك مقومات الجرائد لا من حيث الشكل ولا الحجم ولا المواضيع، فقط كانت نشرات حزبية الهدف منها إيصال مواقف الحزب إلى أعضاء الحزب والمناصرين والمؤيدين لسياسة ومواقف الحزب، ورغم اقتصارها على صفحتين أو أربع إلا أنها ساهمت في اليقظة القومية ونشر الوعي القومي، ومن هذه الجرائد ( النشرات ):

1-     دنكي كرد أولا باللغة الكردية منذ عام 1957، ومن ثم باللغة العربية حتى عام 1965. 2-  الديمقراطي : أصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.

3- ومن ثم دنكي كردستان، ومن ثم كردستان. يصدرها الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا

4-     طريق الشعب : أصدرها الحزب اليساري الكردي في سوريا.

5-     الوحدة : أصدرها حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ” يكيتي “.

6-     يكيتي  : أصدرها حزب يكيتي الكردي في سوريا ” يكيتي “.

7-     روناهي أصدرها حزب الاتحاد الديمقراطي 2011، أسبوعية ثم نصف اسبوعية ثم يومية .

8-     – جريدة بوير (الحدث): جريدة مستقلة، صدر العدد الأول منها في قامشلو في 15/5/2014، وهي صحيفة نصف شهرية تتألف من 12 صفحة مناصفة بين الكردية والعربية. يصدرها أحمد بافي آلان وقادر عكيد في قامشلو.

8-     هناك عشرات النشرات الحزبية التي ظهرت مؤخرا تتشابه في نقل أغلبية مواضيعها من الانترنيت دون الإشارة غالبا إلى المصدر .

الصحافة السورية

صدرت 45 صحيفة ومجلة خلال الانتداب الفرنسي1920-1946، وتضاعف هذا العدد ليصل إلى 91 صحيفة ومجلة حتى 1963، أهمها: (( الأيام، القبس، بردى، الأخبار،  النصر، الأنباء،  الصرخة.))، ثم تقلص العدد إلى صحيفة واحدة هي صحيفة الثورة 1963، ثم البعث 1946، ثم تشرين 1975.  حيث قام حزب البعث فور استلام السلطة في عام 1963 باعلان حالة الطوارئ و صدر الامر العرفي رقم 4 الذي اوقف بموجبه تراخيص الصحف والمطبوعات واغلقت بموجبه الصحف والمجلات وصودرت المطابع وجميع ادوات الطباعة وحجزت الاموال المنقولة و غير منقولة لمالكي المطابع و دور النشر.

وقد خاطب وزير الاعلام احمد اسكندر مجموعة من الصحفيين في اجتماع معهم قائلا: (( اريد ان يكون الاعلام السوري كله مثل فرقة سيمفونية، يقودها مايسترو هو وزير الاعلام وكل عازفيها ينظرون الى العصا التي يحملها المايسترو و يعزفون حسب حركتها )). وصيغ هذا الفهم على شكل مواد قانونية في نظام وزارة الاعلام السورية حيث نصت المادة 3 على أن (( تكون مهمة وزارة الإعلام استخدام جميع وسائل الإعلام لتنوير الرأي العام وترسيخ الاتجاهات القومية العربية في القطر ودعم الصلات مع الدول العربية والدول الصديقة وفقاً لمبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي وسياسة الدولة )). و جاءت القوانين لاحقا بشكل يتسق مع هذا التوجه بشكل عام. ولم يطرأ أي تغيير يذكر على الإعلام السوري منذ ذلك الوقت. وقد صدرت صحيفة الدومري عام ، ثم أغلقت بقرار رسمي، وبعد ذلك صدرت صحيفة الوطن لمالكها رامي مخلوف وهي أول صحيفة تصدر بشكل رسمي في سوريا منذ عام 1963.  

ومع أن الكرد دخلوا معترك الصحافة منذ أواخر القرن التاسع عشر إلا أن الصحافة الكردية – إذا استطعنا أن نقول عنها صحافة – لم تتمكن مواكبة التطورات الهائلة التي طرأت على الصحافة والإعلام في العالم. نظرا لعدم وجود مؤسسات رسمية كردية ( دولة – حكومة – وزارة إعلام، كليات الإعلام… )، كغيرهم من شعوب العالم، واقتصرت الصحافة المكتوبة على جهود فردية وحزبية.

وقد نشرت الأحزاب الكردية في سورية موضوع بحثنا نشرات غير دورية تصدر في فترات متباعدة باسم جريدة الحزب، واجهت هذه النشرات الجرائد صعوبات جمة من بينها:

  • عدم القدرة على مواكبة الأحداث والأخبار اليومية أو الهامة، لأنها كانت شهرية أو فصلية، تصدر في أوائل كل شهر، أو حتى تعد وقد يستغرق ذلك فصلا، لذلك كان الحدث أو الخبر الذي يتوقف عنده الجريدة يطويه النسيان، أو يفقد أهميته.
  • عدم وجود هيئة تحرير مهنية أي من كوادر إعلامية تشرف على الجريدة، لذا اقتصرت الكتابة فيها على عدد من القيادات الحزبية لا يفهمون مبادئ الكتابة الصحفية، ولا يميزون بين المقالة والتقرير والخبر الصحفي.
  • الكتابة على آلات قديمة كالدكتيلو أو السحب، أو الكومبيوتر الفردي، وعدم وجود طابعات متطورة، وعلى ورق رديء لذلك كانت الكلمات والأسطر متداخلة والحبر يغطي جانب منها فتفقد دافع الشغف في قراءتها.
  • في المحتوى التركيز فقط على المقالات السياسية وبعض الأخبار الكردية، لذلك لم تتمكن من كسب جيل الشباب الذين كانوا يلجأون إلى الصحافة الأخرى التي كانت توجه صورة الكرد في وسائلهم الإعلامية.
  • توزع بأعداد محدودة ضمن الهيكل التنظيمي للحزب على مسؤولي الفرق والخلايا، لذلك لم توفق في إيصال الخبر إلى جماهيرها.
  • لم تعر أي اهتمام للشكل والتنسيق والاخراج والمانشيت وهي من أهم وسائل نجاح الوسيلة الإعلامية.
  • صعوبة الوصول إلى القارئ، كان حمل ونشر وتوزيع الجريدة الحزبية ممنوعا منذ عهد الوحدة، وكان الموزع وكل من يجد لديه نشرة حزبية يتحمل مسؤولية كبيرة ويتعرض للاعتقال والسجن لذلك تراجع الاقدام على العمل فيها وحتى قراءتها، فأحد المحامين في قامشلي كان يطلب من موزع جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا أن يبقى عنده حتى ينتهي من القراءة ليأخذ بعد ذلك جريدته معه.

وهناك عوامل أخرى واجهت الصحفي الكردي او العمل الفردي في نشر وسيلة إعلامية كردية سياسية أو ثقافية من بينها:

  • عدم وجود ممول رسمي أو مؤسسة خاصة للوسيلة الإعلامية، لذلك كان يعتمد على مصادره الذاتية وهي غالبا ما تكون محدودة وبالتالي التوقف في بداية أو منتصف الطريق.
  • عدم وجود وكالة أنباء كردية يستقي منها الأخبار فيلجأ إلى وكالات أنباء أخرى لذلك يجد الصعوبة في تأمين المادة الخبرية التي تهم القارئ الكردي.
  • منع العمل بشكل علني لذلك يلجأ إلى العمل بأسماء مستعارة فيفقد هويته واسمه وبالتالي الاقبال على شراء أو اقتناء الوسيلة الإعلامية ( المجلة – الجريدة ).
  • الافتقار إلى الآلات الحديثة وهي من أهم العوامل المساعدة على نجاح العمل الصحفي نظرا لقانون الطوارئ ومنع إصدار الصحف والمجلات.
  • الفردية أي الاعتماد على الذات في مواجهة الإعلام المضاد، فيبقى أعزلا مكشوفا في جهده ونشاطه عرضة لكل شيء.
  • صعوبة نشر وتسويق الوسيلة الإعلامية ( مجلة – جريدة )، نظرا لعدم وجود مكاتب التسويق والنشر، فيتكل على علاقاته ومعارفه في النشر، لذا لم تتمكن هذه الوسيلة من الانتشار كما خطط لها.

 

21- 6 – 2019

قامشلو  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.