300 ألف نازح من أهالي عفرين بمناطق الشهباء وخطط التغير الديمغرافي باتت حقائق على الأرض

0 45

تستمر انتهاكات الجيش التركي والفصائل الموالية له بمختلف أنواعها دون وجود أي رادع رغم نداءات الأهالي، حيث أن ما يحدث في الريف أكثر بكثير مما يحدث في وسط المدينة.

إذ أن الاعتقالات هي الأكثر خطورة وتجري بشكل يومي بأعداد تصل للعشرات ومجرد حيازة أي كردي لوثيقة باللغة الكردية يصبح عرضة للاعتقال بتهمة الانتماء للإدارة الذاتية أو لحزب العمال الكردستاني، في وقت باتت خطط التغيير الديمغرافي حقائق واقعة على الأرض وفق أكثر من مصدر محلي وفي أكثر من قرية.
من ناحية أخرى فإن الوضع الإنساني لحوالي 300 ألف نازح بمناطق الشهباء وناحية شيراوا (جنوب عفرين) وبلدتي نبل والزهراء كارثي ولا امكانيات تغطي احتياجاتهم.

بحسب مصادر حملة “من أجل عفرين” فمنذ أن سيطر الجيش التركي والفصائل الموالية له على مدينة عفرين حيث بقيت بعض العائلات وتحاول أخرى الرجوع الى المدينة والقرى، فقد تعرضت المدينة لحملة من السلب ونهب للممتلكات العامة والخاصة.
هذا وبحسب بعض المصادر الخاصة المتمثلة بأقارب ناشطي حملة “من أجل عفرين” الذين هم من عفرين أنهم “كانوا على تواصل مع أقاربهم وكانوا يدلون بمعلومات عما يجري في المدينة من جرائم ترقى لجرائم حرب من السرقة والنهب والاعتقالات التعسفية واغتصاب الفتيات.
فمنذ الثامن عشر من آذار وحتى يومنا هذا تزداد صعوبة الحصول على المعلومات من داخل المدينة لما يرتكبه عناصر الجيش الحر والفصائل الاسلامية وجنود الجيش التركي من انتهاكات”.
وبحسب الصحفي والناشط في حملتنا سيبان جان وهو من عفرين فإن التواصل مع الداخل بات صعباً فمنذ ما يقارب الأسبوع انقطعت اتصالاته مع أقاربه وجيرانه ممن كانوا يدلون بمعلومات حول ما يحصل من انتهاكات في المدينة والقرى المجاورة لها”.
ويقول سيبان: “إن آخر تواصل مع أحد أقربائي كان بتاريخ 21-3-2018 ومنذ ذلك التاريخ فقدت التواصل معه، الأمر الذي يثير لدي مخاوف عما حصل مع قريبي علماً أن الجيش التركي والفصائل الاسلامية يصادرون هواتف المدنيين لكي لا يستطيعوا التواصل مع العالم الخارجي أو الإدلاء بمعلومات عما يحصل من انتهاكات”.
ويقول سيبان جان إن إحدى قريباته أكدت له قبل ما يقارب العشرة أيام أي قبل انقطاع الاتصال بها أن الفصائل الاسلامية والجيش التركي صادروا هاتفها وسيارتها ومنذ تلك الفترة ليس هناك تواصل معها هي الأخرى.
كما أن أغلب الراغبين في الذهاب لقراهم والذين كانوا فارين من القصف على القرى الى مركز المدينة تمنعهم الفصائل والجيش التركي من العودة مجدداً للقرى ويجبرونهم على البقاء في المدينة.
وأفاد مصدر من المدينة لحملة “من أجل عفرين” أن مجموعات من فصائل المعارضة الموالية لتركيا أقدمت في 5 نيسان /إبريل الجاري على اختطاف 45 شاباً كردياً من مركز مدينة عفرين بتهمة التعاون مع وحدات حماية الشعب، واقتيادهم إلى جهات مجهولة.
فيما أكد المصدر أن الشبان لم يكن لهم أية علاقة بوحدات الحماية، ولكن الفصائل وبدعم من الجيش التركي يهدفون من خلال هذه الانتهاكات وإطلاق هذه التهم على الشبان بث الرعب في نفوس الأهالي وإذلال كل من رفض ترك أرضه ومنزله وبقي في عفرين.
وفي سياق متصل، فقد أقدمت الفصائل في 3 من شهر نيسان الجاري على ذبح المواطن بلال حمو 65 عاماً من أهالي قرية خلالكا التابعة لمنطقة راجو، بعد رفضه الخروج من منزله وكان موقع إيزدينا قد أكد الحادثة.
وأفاد أحد أقرباء الضحية لموقع ايزدينا والذي تواجد في مكان الحادثة أن “الضحية بلال حمو، البالغ من العمر حوالي ستين عامًا، تم قطع رأسه عن جسده الاربعاءالماضي”.
وأوضح الشاهد الذي تعرض للتعذيب من قبل هذه الفصائل أنه “طلب من هؤلاء المسلحين أخذ الجثة لدفنها، ولكنهم رفضوا ذلك”، مشيرًا إلى أن “الجثة بقيت دون أن تدفن، ما دفع بأقربائه وبينهم الشاهد للنزوح من القرية تخوفًا من أن يكونوا ضحايا انتهاكات هذه الفصائل بحجج أخرى”.

وأضاف الشاهد الذي نزح باتجاه مدينتي نبل والزهراء مع عائلته، أن سبب ارتكاب هذه الفصائل لهذه الجريمة هو “رفض الضحية بلال حمو الخروج من منزله بعدما طلب المسلحين من جميع السكان الخروج من القرية”، مشيرًا إلى أن “الضحية تمسك بمنزله مما دفع بالمسلحين لتعذيبه ومن ثم نحره”.

بدوره قال الناشط الحقوقي علي عيسو (مدير موقع إيزدينا) لحملة “من أجل عفرين”: “هذه الفصائل المتشددة مستمرة في انتهاكاتها منذ اليوم الاول لبدء عملية غصن الزيتون، وشاهدنا تلك الانتهاكات من خلال شرائط مصورة أظهرت حجم التطرف الذي يقاتل مسلحي غصن الزيتون تحت رايته، حيث ظهرت في وقت سابق مجموعة من مسلحي غصن الزيتون وهم أمام المحال التجارية في قرية قسطل جندوالايزيدية، حيث يقول أحدهم بأنهم أمام محلات الخنازير، في إشارة منه إلى الايزيديين”.

ويتابع عيسو: “تلتها انتهاكات أخرى بحق مزار هوكر، والذي يعرف لدى الايزيديين أيضاً باسم مزار قره جرنه، والشريط سبق وأن نشرناه في موقع ايزدينا وأظهرنا كيف يستهزئون ويحرقون ممتلكات الايزيديين وأظهرنا أيضاً شريطاً مصوراً أرشيفياً لزيارة الايزيديين للمزار عام 2011 أما بالنسبة لإجبار الايزيديين على الدخول للدين الاسلامي وصلتنا بعض الشكاوي من الاهالي، ولكننا لم نستطع في موقع ايزدينا والذي يتخصص في رصد الانتهاكات بحق الايزيديين أن نرصد بشكل دقيق ما نقله لنا أحد الايزيديين فيما يتعلق بإرغامهم على اعتناق الاسلام”.

ويواصل: “لكننا رصدنا حالات سرقة متعمدة لمنازل الايزيديين وأيضاً حرق المنازل الأخرى وإهانة الايزيديين والاستهزاء من معتقداته، إذ تمارس هذه الفصائل الإسلاموية المتشددة نوعاً من البراغماتية السياسية في تعاملها مع الايزيديين، فهي تحاول أن تؤكد للمجتمع الكردي بأنها تحمي المدنيين وبذلك تدعوهم للرجوع إلى قراهم، ولكنها على أرض الواقع تمارس انتهاكات ممنهجة وتختطف الكثير منهم بحجة الانتماء لحزب العمال الكردستاني، حتى أصبحت حيازة الوثائق الكردية لدى المدنيين سبباً لاعتقالهم دون أن تكون لدى هذه الفصائل امكانية للقراءة باللغة الكردية، هذه الفصائل حين تنتهك حرمات المدنيين ومعتقداتهم الدينية تنسب ذلك لانتهاكات فردية، ولا يتم محاكمة المتورطين وهذا يؤكد بأن الانتهاكات تكون ممنهجة ولا محاسبة قضائية لهم وبالتالي الاستمرار في مسلسل الانتهاكات”.

وأفاد مصدر خاص من داخل عفرين لحملتنا بـ: “استمرار عمليات السلب والنهب، كما أن الاعتقالات والخطف تطال كل من كان له علاقة صغيرة مع الإدارة الذاتية، حتى لو كان عمله محصورا بإحدى البلديات.
كما تم إنشاء مكتب جديد تحت مسمى مكتب التوظيف حيث يتم عبره الحصول على المعلومات من الاهالي ومن ثم يقومون باختطافهم بناء على تلك المعلومات”.

وكانت مجموعات من ألوية وكتائب تتمركز في مدينة اعزاز قد قامت بكتابة شعارات انتقامية على جدران عفرين.
حيث تحدثت الشعارات عن الثأر لمعركة عين دقنة التي قتل فيها ما لا يقلّ عن ستين مقاتلاً من مقاتلي جيش السنة وعدة كتائب أخرى في محاولتهم الهجوم على قوات سوريا الديمقراطية في العام ٢٠١٦.
هذا و تخشى منظمات إنسانية وحقوقية انتشار حالات الثأر بين هذه القوات، مما قد يؤدي إلى حدوث جرائم بحقّ مدنيّي عفرين.

التغيير الديمغرافي

أكد الصحفي والناشط في حملة “من أجل عفرين” سيبان جان أن: “التغيير الديمغرافي في عفرين يتم عبر توطين عائلات الفصائل الاسلامية الأمر الذي يجري على قدم وساق”.
وبحسب سيبان فإن منزله في حي المحمودية ومنزل أصدقائه تقطنها عائلات من حمص وآخرين من الغوطة وحماة وإدلب.
وكان موقع الحل السوري قد نقل من مصادر داخل المدينة بأن عدد من عناصر المعارضة، استولوا على العديد من المنازل في قرية بعدنلي (24شمال غرب مدينةعفرين(، ومنعوا أهلها من الدخول إليها.
ونقل الموقع عن أحمد عبيد (أحد سكّان قرية بعدنلي) قوله إن “عناصر من لواء السلطان محمد الفاتح، منعوا عائلته من الدخول إلى منزلهم خلال الأسبوع الماضي، وقد اتخذوه مقراً لهم”
وأضاف الموقع بأن “عناصر اللواء أفسدوا أثاث المنزل ورموا حاجيات أهله إلى الخارج ليضعوا مكانها معدّات عسكريّة وأسلحة، ويتخذوه أيضاً مسكناً لبعض عناصرهم في القرية”، مشيراً إلى أن المجموعة ذاتها سكنت عدّة منازل في القرية بدون أخذ الإذن من أصحابها”.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة عفرين شهدت حالة من الفوضى وانتشار السرقة إبان سيطرة فصائل المعارضة عليها في إطار عمليّة غصن الزيتون، وقد أعلنت قيادة الفصائل عن شنّها حملة أمنيّة اعتقلت خلالها أكثر من مئة عنصر بتهمة مشاركتهم في عمليّات السرقة في عفرين.
مركز عفرين الإعلامي بدوره أكد أن أكثر من ٣٠٠ شخص من أهالي قرية كوران التابعة لناحية جندريس علقوا خلال الأسبوع الماضي على أطراف القرية بسبب منع كتيبة تتبع لحركة أحرار الشام الإسلامية لهم من دخول قريتهم رغم حصولهم على الموافقات اللازمة من مدينة عفرين .
كما قال المركز: “أنّ حالة من الغموض والتعتيم تسود مصير معظم سكان عفرين العائدين نتيجة انقطاع التواصل معهم بمجرد دخولهم إلى قراهم أو بلداتهم، وتقول بعض المصادر أنّ القوات التركية والفصائل الموالية لها تعمد إلى مصادرة جميع الأجهزة الخليوية العائدة للمدنيين العائدين بحجة التحقق من انتمائهم عبر فحص الاتصالات والصور الموجودة بهواتفهم”.
كما ذكر المركز أن فصائل الجيش الحر تواصل جلب عائلات عربية من مناطق سورية مختلفة وإسكانهم في منازل الكرد الذين فروا من قراهم.
وأفادت مصادر محلية أن الفصائل أقدمت على توطين 14 عائلة في قرية “غزاوية”،12 عائلة في” إيسكا”،15 عائلة في “برج عبد الله” وقرابة 15 عائلة في قرية” باسوطة “التابعة لناحية “شيراوا” جنوب عفرين، ومعظم هذه العائلات قادمة من مناطق الغوطة الشرقية، مضيفة أن مقاتلي الجيش الحر طردت 3 عائلات كردية من قرية “قره بابا” التابعة لناحية راجو وأسكنت 17 عائلة عربية في القرية، وكذلك الحال في قرية” عتمانا” حيث تم توطين 15 عائلة من عوائل المقاتلين.
فيما تحدثت مصادر أخرى عن تنفيذ المسلحين حملة تفتيش في قرية “جوقة” التابعة لموباتا )معبطلي) تمهيداً لجلب عوائل غريبة إلى القرية، وأن المسلحين هددوا بأن المنازل التي لن يعود أهلها إليها حتى يوم غد الثلاثاء سيتم الاستيلاء عليها.
ويتخوف سكان عفرين من عمليات التوطين القسرية الجارية حالياً بشكل واسع في مدينة عفرين وقراها، والتي تشكل خطراً على إبادة مجموعة قومية (كردية) ارتبط وجودها بمنطقة عفرين.

كما أقدمت فصائل تتبع للجيش الحر الموالي لتركيا اليوم على هدم منزل رسام الكاريكاتير”دارا أئستيري” الواقع في قرية كفر رومة التابعة لناحية شران شمال عفرين.
ولم تشفع عضوية أئستيري في لجنة الإغاثة العربية الكردية المشكلة مؤخراً ضمن مؤتمر إنقاذ عفرين (مجلس عنتاب) المدعوم من تركيا من استهداف الجيش الحر لمنزله وممتلكاته”.

الوضع الإنساني

بحسب الصحفي هوشنك حسن (مقيم في مناطق الشهباء حالياً) الذي قال لحملة “من أجل عفرين”: “يتواجد ما يقارب 300 ألف (وهو إحصاء غير رسمي) نازح من عفرين منتشرين في حوالي 30 قرية في مناطق الشهباء وناحية شيراوا وبلدتي نبل والزهراء، والوضع الإنساني للنازحين سيء جداً ذلك أن غالبيتهم ممن خرجوا بثيابهم لذلك هم بحاجة إلى كل شيء من طعام ومأوى وشراب وأغطية وغيرها من الاحتياجات”.
من جانب آخر مناطق الشهباء تعتبر من المناطق التي شهدت سابقاً قتالاً لذا فالبيوت التي أوى إليها النازحون هي بيوت مهدمة، لذلك فالوضع سيء جداً حيث ترى النازحين منتشرين في كل مكان، في المدارس، في الشارع، في المحلات.
حيث أن الإدارة الذاتية قامت بافتتاح مخيم لأجلهم وحالياً يوجد به حوالي 600 خيمة ويقيم فيه 700 عائلة، أي إن الموجودين فيها حوالي 3 آلاف شخص، والإدارة تقوم بتوزيع الطعام والبطانيات والاسفنجات وما تستطيع تأمينه لهم.
وبسبب سوء الأوضاع هناك انتشار لبعض الأمراض بين النازحين، كما أن الأطفال يصابون بالحصبة.
وهناك صعوبات لكبار السن ومن يعانون أمراض الكلية والنساء الحوامل، لذا فالوضع الطبي صعب جداً.
من جانب آخر هناك ألغام في هذه المنطقة وقد قتل شاب وامرأة قبل الآن نتيجة انفجار لغم بهم.
وقتلت عائلة كاملة من سبع أشخاص قبل حوالي أسبوع بتفجير لغم” بحسب قوله.
وبحسب مركز عفرين الإعلامي فإن حالات الوفيات تزايدت بين المسنين من أهالي عفرين سواءً النازحين قسراً إلى مدينتي نبل والزهراء أو مناطق الشهباء أو الباقين في عفرين المدينة وقراها.
ولا يتحمل كبار السن ظروف الحرب والنزوح القاسية وما يحمله من أعباء نفسية وصحية، حيث تمتلئ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المحلية، بأخبار وفيات كبار السن بين أهالي عفرين، إذ سجل على سبيل المثال وفاة حنيفة طرموش في بلدة مسكة وذلك بعد ٣ أيام فقط من وفاة زوجها عبد الرحمن طرموش من أهالي قرية كفرصفرة التابعة لناحية جنديرس.
وفي حالة شبيهة توفيت فريدة ناصرو بعد ساعات من وفاة زوجها محمد جيرو في قرية كاخري عن عمر ناهز ٧٥ عاماً وغيرها العديد من الوفيات بين المسنين.
تزايد حالات الوفيات بين المسنين من أهالي عفرين سواءً النازحين قسراً إلى مدينتي نبل والزهراء أو مناطق الشهباء أو الباقين في عفرين المدينة وقراها. ولا يتحمل كبار السن ظروف الحرب والنزوح القاسية وما يحمله من أعباء نفسية وصحية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد أن أهالي من منطقة عفرين أبلغوا المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه لا يزال مجهولاً مصير عشرات المواطنين المعتقلين لدى القوات التركية والفصائل الموالية له، وتحدث مدنيون من المنطقة، أن القوات التركية والفصائل تواصل عمليات مداهمة المنازل واعتقال المواطنين، بتهمة الارتباط بالقوات الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي، حيث يجري نقلهم إلى أماكن مجهولة.
فيما تجري عمليات المضايقات للأهالي المتبقين، وأكد الأهالي أن بعض العائلات اتجهت للخروج من منطقة عفرين ومناطق سيطرة الجيش التركي إلى مناطق ريف حلب الشمالي، نتيجة الاعتداءات المتكررة عليهم من قبل هذه القوات المسيطرة على مدينة عفرين وريفها، فيما تتواصل معاناة مئات آلاف المدنيين مع صم المنظمات الدولية والإغاثية والأمم المتحدة آذانها عن استغاثاتهم، وسط تناقص في المواد الغذائية والخدمات المقدمة لهم، تزامناً مع منع عودتهم إلى منطقة عفرين في الوقت الراهن.

التقرير الاسبوعي لحملة (من أجل عفرين): 7نيسان 2018م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.